يريد أن يكون شربه وأكله على طمأنينة وأن لا يشرب إذا كان مستعجلا في سفر أو حاجة وهو يمشي فيناله من ذلك شرق أو تعقد من الماء في صدره والعرب تقول قم في حاجتنا لا يريدون أن يقوم حسب وإنما يريدون امش في حاجتنا اسع في حاجتنا ومن ذلك قول الأعشى يقوم على الوغم قومه * فيعفو إذا شاء أو ينتقم يريد بقوله يقوم على الوغم أنه يطالب بالذحل ويسعى في ذلك حتى يدركه ولم يرد أنه يقوم من غير أن يمشي ومنه قول الله عز وجل ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما يريد ما دمت مواظبا عليه بالاختلاف والاقتضاء والمطالبة ولم يرد القيام وحده وفي الحديث الثاني كان يشرب وهو قائم يراد غير ماش ولا ساع ولا بأس بذلك لأنه يكون على طمأنينة فهو بمنزلة القاعد قالوا حديثان متناقضان فيما ينجس من الماء قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في غير حديث الماء لا ينجسه شئ ثم رويت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا
(٣١٢)