وناقف الحنظل تدمع عيناه وكذلك موخف الخردل وقاطع البصل وقد ينظر الانسان إلى العين المحمرة فتدمع عينه وربما احمرت وليس ذلك إلا لشئ وصل في الهواء إليها من العين العليلة وقد يتثاءب الرجل فيتثاءب غيره والعرب تقول أسرع من عدوى الثؤباء وما أكثر ما يختدع الراقون بالتثاؤب فإنهم إذا رقوا عليلا تثاءبوا فتثاءب العليل بتثاؤبهم وأكثروا وأكثر فيوهمون العليل أن ذلك فعل الرقية وأنه تحليل منها للعلة وقد يكون في الدار جماعة من الصبيان ويجدر أحدهم فيجدر الباقون وليس ذلك إلا لشئ فصل من العليل في الهواء إلى من كان مثله ممن لم يجدر قط وليس هو من العدوي في شئ إنما هو سم ينفذ من واحد إلى آخر وهذا من أمر العين صحيح وأما من يدعيه قوم من الاعراب أن العائن منهم يقتل من أراد ويسقم من أراد بعينه وأن الرجل منهم كان يقف على مخرفة النعم وهو طريقها إلى الماء فيصيب ما أراد من تلك الإبل بعينه حتى يقتله فهذا ليس بصحيح وقد قال الفراء في قول الله سبحانه وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم
(٣١٧)