الصلاة في هذا الموضع والذكر فيه يؤدي إلى الجنة فهو قطعة منها ومنبري هذا هو على ترعة من ترع الجنة والترعة باب المشرعة إلى الماء أي إنما هو باب إلى الجنة قال أبو محمد وحدثنا أبو الخطاب قال نا بشر بن المفضل قال نا عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أيوب بن خالد الأنصاري قال قال جابر بن عبد الله الأنصاري خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارتعوا في رياض الجنة قالوا وأين رياض الجنة يا رسول الله قال مجالس الذكر وهذا كما قال في حديث آخر عائد المريض على مخارف الجنة والمخارف الطرق واحدها مخرفة ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه تركتكم على مثل مخرفة النعم أي طريقها وإنما أراد أن عيادة المريض تؤدي إلى الجنة فكأنه طريق إليها وكذلك مجالس الذكر تؤدي إلى رياض الجنة فهي منها وكذلك قول عمار بن يأس الجنة تحت البارقة يعني السيوف والجنة تحت ظلال السيوف يريد أن الجهاد يؤدي إلى الجنة فكأن الجنة تحته وقد يذهب قوم إلى أن ما بين قبره ومنبره حذاء روضة من رياض الجنة وأن منبره حذاء ترعة من ترع الجنة فجعلهما من الجنة إذا كانا في الأرض حذاء ذينك في السماء والأول أحسن عندي والله أعلم قالوا حديثان متناقضان قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الأئمة من قريش ورويتم أن أبا بكر الصديق احتج بذلك على الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة
(١١٤)