لان أحد الخبرين يكون كذبا والكاذب لا يكذب نفسه فكيف يظن ذلك بالصادق الطيب الطاهر وليس في مباشرة الحائض إذا ائتزرت وكف ولا نقص ولا مخالفة لسنة ولا كتاب وإنما يكره هذا من الحائض وأشباهه من المعاطاة المجوس قالوا حديث يبطله حجة العقل قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قالوا كيف تكون الرؤيا على رجل طائر وكيف تتأخر عما تبشر به أو تنذر منه بتأخر العبارة لها وتقع إذا عبرت وهذا يدل على أنها إن لم تعبر لم تقع قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا الكلام خرج مخرج كلام العرب وهم يقولون للشئ إذا لم يستقر هو على رجل طائر وبين مخاليب طائر وعلى قرن ظبي يريدون أنه لا يطمئن ولا يقف قال رجل في الحجاج بن يوسف كأن فؤادي بين أظفار طائر من الخوف في جو السماء محلق حذار امرئ قد كنت أعلم أنه متى ما يعد من نفسه الشر يصدق وقال المرار يذكر فلاة تنزو من مخافتها قلوب الادلاء كأن قلوب أدلائها معلقة بقرون الظباء
(٣٢٢)