وعمرة من سروات النساء تنفح بالمسك أردانها قالوا أحاديث متناقضة قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب الحيي العيي المتعفف وأن الله يبغض البليغ من الرجال ثم رويتم أن العباس سأله فقال ما الجمال فقال في اللسان وأنه قال إن من البيان لسحرا وقد قال الله عز وجل خلق الانسان علمه البيان فجعل البيان نعمة من نعمه التي عددها وذكر النساء بقلة البيان فقال أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين فدل على نقص النساء بقلة البيان وهذه أشياء مختلفة قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا اختلاف بنعمة الله تعالى ولكل شئ منها موضع فإذا وضع به زال الاختلاف أما قوله إن الله يحب الحيي العيي المتعفف فإنه يريد السليم الصدر القليل الكلام القطيع عن الحوائج لشدة الحياء ويدل على ذلك أنه قال بعقب هذا الكلام ويبغض الفاحش السئال الملحف وهذا ضد الأول والله سبحانه لا يحب عباده على فضل اللد وطول اللسان ولطف الحيلة وإن
(٢٧٦)