وما مثل هذا إلا مثل رجل سمع بقول الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة فقال ما ذنب الحجارة قالوا حديثان متناقضان قالوا رويتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا عدوى ولا طيرة وأنه قيل له إن النقبة تقع بمشفر البعير فتجرب لذلك الإبل فقال فما أعدى الأول قال هذا أو معناه ثم رويتم في خلاف ذلك لا يوردن ذو عاهة على مصح وفر من المجذوم فرارك من الأسد وأتاه رجل مجذوم ليبايعه بيعة الاسلام فأرسل إليه بالبيعة وأمره بالانصراف ولم يأذن له عليه وقال الشؤم في المرأة والدار والدابة قالوا وهذا كله مختلف لا يشبه بعضه بعضا.
قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذا اختلاف ولكل معنى منها وقت وموضع فإذا وضع بموضعه زال الاختلاف والعدوي جنسان أحدهما عدوى الجذام فإن المجذوم تشتد رائحته حتى يسقم من أطال مجالسته ومؤاكلته وكذلك المرأة تكون تحت المجذوم فتضاجعه في شعار واحد فيوصل إليها الأذى وربما جذمت وكذلك ولده ينزعون في الكثير إليه وكذلك من كان