فلست واجدا أحدا إلا وهو مقر بأن له صانعا ومدبرا وإن سماه بغير اسمه أو عبد شيئا دونه ليقربه منه عند نفسه أو وصفه بغير صفته أو أضاف إليه متعالي عنه علوا كبيرا قال الله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فكل مولود في العالم على ذلك العهد والاقرار وهي الحنيفية التي وقعت في أول الخلق وجرت في فطر العقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى إني خلقت عبادي جميعا حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ثم يهود اليهود أبناءهم ويمجس المجوس أبناءهم أي يعلمونهم ذلك وليس الاقرار الأول مما يقع به حكم أو عليه ثواب ألا ترى أن الطفل من أطفال المشركين ما كان بين أبويه فهو محكوم عليه بدينهما لا يصلى عليه إن مات ثم يخرج عن كنفهما إلى مالك من المسلمين فيحكم عليه بدين مالكه ويصلى عليه إن مات ومن وراء ذلك علم الله تعالى فيه وفرق ما بين أهل القدر وأهل الاثبات في هذا الحديث أن الفطرة عند أهل القدر الاسلام فتناقض عندهم الحديثان والفطرة عند أهل الاثبات العهد الذي أخذه عليهم حين فطروا فاتفق الحديثان ولم يختلفا وصار لكل واحد منهما موضع قالوا حديث يفسد أوله آخره صلى الله عليه وسلم قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قام أحدكم من منامه فلا يغمس يده
(١٢٢)