فلو ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق الطلاقة والهشاشة والدماثة إلى القطوب والعبوس والزماتة أخذ الناس أنفسهم بذلك على ما في مخالفة الغريزة من المشقة والعناء فمزح صلى الله عليه وسلم ليمزحوا ووقف على أصحاب الدركلة وهم يلعبون فقال خذوا يا بني أرفد ليعلم اليهود أن في ديننا فسحة يريد ما يكون في العرسات لاعلان النكاح وفي المآدب لاظهار السرور وأما قوله ما أنا من دد ولا الدد مني فإن الدد اللهو والباطل وكان يمزح ولا يقول إلا حقا وإذا لم يقل في مزاحه إلا حقا لم يكن ذلك المزاح ددا ولا باطلا قال لعجوز إن الجنة لا يدخلها العجز يريد أنهن يعدن شواب وقال صلى الله عليه وسلم لأخرى زوجك في عينيه بياض يريد ما حول الحدقة من بياض العين فظنت هي أنه البياض الذي يغشى الحدقة واستدبر رجلا من ورائه وقال من يشتري مني العبد يعني أنه عبد الله ودين الله يسر ليس فيه بحمد الله ونعمته حرج وأفضل العمل أدومه وإن قل قال أبو محمد حدثنا الزيادي قال نا عبد العزيز الدراوردي قال نا محمد بن طحلا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
(٢٧٢)