الله حفر المبارك فجاءني العمال بضرس فوزنته فإذا فيه تسعة أرطال ولسنا ندري أهو ضرس إنسان أو ضرس جمل أو فيل وحدثني الرياشي قال نا عبد الله بن مسلمة عن أنس بن عياض عن زيد بن أسلم قال وجد في حجاج رجل من العماليق ضبع وجراؤها قال وهذا قد يمكن أن يكون حجاج جمل أو غيره فظنه الرائي له أنه حجاج رجل وعلى أنه لو كان حجاج رجل ما وقع فيه التفاوت لان الحجاج من الانسان إذا خلا واسع ثم هو يفضي إلى القحف ولا ينكر في قدر أجسام المتقدمين أن يكون في الحجاج والقحف ما ذكر وأما الوجه الثالث الذي يقفيه فساد الحديث فأخبار متقادمة كان الناس في الجاهلية يروونها تشبه أحاديث الخرافة كقولهم إن الضب كان يهوديا عاقا فمسخه الله تعالى ضبا ولذلك قال الناس أعق من ضب ولم تقل العرب أعق من ضب لهذه العلة وإنما قالوا ذلك لأنه يأكل حسوله إذا جاع قال الشاعر أكلت بنيك أكل الضب حتى * تركت بنيك ليس لهم عديد وكقولهم في الهدهد إن أمه ماتت فدفنها في رأسه فلذلك أنتنت ريحه
(٢٦٤)