وكان مقدار ذلك ألفي سنة وأربع مائة سنة ونيفا وخمسين سنة وهذا شئ متقادم لم يأت فيه كتاب ولا ثقة وليس له إسناد وإنما هو شئ يحكيه عبيد بن شرية الجرهمي وأشباهه من النساب وكذلك أعمار ملوك اليمن المتقدمين ثم ملوك العجم وقد عمر قوم قربوا من زماننا أعمارا ليس بينها وبين ما صح من عمر آدم ونوح صلى الله عليهما وسلم تفاوت شديد كتفاوت هذا الخلق حدثنا أبو حاتم قال نا الأصمعي قال نا أبو عمرو بن العلاء قال مر المستوغر بن ربيعة في سوق عكاظ ومعه بن ابنه خرفا ومستوغر يقوده فقال له قائل يا هذا أحسن إليه فطالما أحسن إليك قال ومن هو قال أبوك أو جدك فقال المستوغر هو والله بن ابني فقال الرجل تالله ما رأيت كاليوم ولا مستوغر بن ربيعة قال فأنا مستوغر قال أبو عمرو عاش مستوغر ثلاثمائة سنة وعشرين سنة قال أبو محمد وقد جعل الله تعالى لنا معتبرا بآثارهم على الأرض وما بنوه من مدنهم وحصونهم ونقبوه في الجبال الصم من أبوابهم ونحتوه من درجهم وليس في ذلك من التفاوت بيننا وبينهم إلا كما بين أعمارنا وأعمارهم وكذلك الخلق ولا أعلمني سمعت في التفاوت بأشد من شئ حدثنيه الرياشي عن مسلم بن إبراهيم قال نا نوح بن قيس قال نا عبد الواحد بن نافع قال ولاني خالد بن عبد
(٢٦٣)