وقال الله تعالى فذو دعاء عريض أي كثير فكيف يكون عرضها السماوات والأرض ويعطي الله تعالى أخس من فيها منزلة فيها مثل الدنيا أضعافا ويقول تعالى حين شوقنا إليها فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وقال حين ذكر المقربين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون وقال تعالى في أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وقال تعالى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ومثل هذا كثير في القرآن العظيم ليس منه شئ إلا وهو شبيه بما يناله الناس في الدنيا ويتنعم به المترفون خلا ما فضل الله تعالى به ما في الجنة وخلا الخلود ثم يذكر آدم عليه السلام ويصفه فيقول كان رأسه يبلغ السحاب أو السماء ويحاكها فاعتراه لذلك الصلع ولما هبط إلى الأرض بكى على الجنة حتى بلغت دموعه البحر وجرت فيها السفن ويذكر داود عليه السلام فيقول سجد لله تعالى أربعين ليلة وبكى حتى نبت العشب بدموع عينيه ثم زفر زفرة هاج له ذلك النبات
(٢٦١)