وأن طول موسى عليه السلام كان عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع ووثب من الأرض عشرة ليضربه فلم يبلغ عرقوبه قالوا وهذا كذب بين لا يخفى على عاقل ولا على جاهل وكيف صار في زمن موسى عليه السلام من خالف أهل الزمان هذه المخالفة وكيف يجوز أن يكون من ولد آدم من يكون بينه وبين آدم هذا التفاوت وكيف يطيق آدمي حمل جبل على رأسه قدره فرسخ في فرسخ قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا حديث لم يأت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته وإنما هو خبر من الاخبار القديمة التي يرويها أهل الكتب سمعه قوم منهم على قديم الأيام فتحدثوا به والحديث يدخله الشوب والفساد من وجوه ثلاثة منها الزنادقة واجتيالهم للاسلام وتهجينه بدس الأحاديث المستشنعة والمستحيلة كالأحاديث التي قدمنا ذكرها من عرق الخيل وعيادة الملائكة وقفص الذهب على جمل أورق وزغب الصدر ونور الذراعين مع أشياء كثيرة ليست تخفى على أهل الحديث منهم بن أبي العوجاء الزنديق وصالح بن عبد القدوس الدهري والوجه الثاني القصاص على قديم الأيام فإنهم يميلون وجوه العوام إليهم
(٢٥٩)