ويذكر عصا موسى عليه السلام فيقول كان نابها كنخلة سحوق وعينها كالبرق الخاطف وعرفها كذا والله تعالى يقول كأنها جان والجان خفيف الحيات وذكرها في موضع آخر فقال ثعبان مبين فإذا هي ثعبان ويذكر عبادا أتاهم يونس عليه السلام في جبل لبنان فيخبرهم عن الرجل منهم أنه كان يركع ركعة في سنة ويسجد نحو ذلك ولا يأكل إلا في كذا وكذا من الزمان وقد ذكر الله تبارك وتعالى الذين قبلنا فقال كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا وقال تعالى وزاده بسطة في العلم والجسم وقال تعالى أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين وليس في شئ مما وصف الله تعالى به من قبلنا ما يقارب هذا الافراط وقد نعلم أنهم كانوا أعظم منا أجساما وأشد قوة غير أن المقدار فيما بيننا وبينهم مقدار ما جعله الله بين أعمارنا وأعمارهم فهذا آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم إنما عمر ألف سنة بذلك تتابعت الاخبار ووجدته في التوراة وهذا نوح صلى الله عليه وسلم لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ثم انتقصت الاعمار بعد نوح عليه السلام إلا ما جاءت به الاخبار في عمر لقمان صاحب النسور فإنهم ذكروا أنه عاش أعمار سبعة أنسر
(٢٦٢)