وقوله عز وجل وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وقد أجمع الناس على أنه بكل مكان ولا يشغله شأن عن شأن قال أبو محمد ونحن نقول في قوله ما يكون من نجو ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا إنه معهم بالعلم بما هم عليه كما تقول للرجل وجهته إلى بلد شاسع ووكلته بأمر من أمورك احذر التقصير والاغفال لشئ مما تقدمت فيه إليك فإني معك تريد أنه لا يخفى علي تقصيرك أو جدك للاشراف عليك والبحث عن أمورك وإذا جاز هذا في المخلوق الذي لا يعلم الغيب فهو في الخالق الذي يعلم الغيب أجوز وكذلك هو بكل مكان يراد لا يخفى عليه شئ مما في الأماكن فهو فيها بالعلم بها والإحاطة وكيف يسوغ لاحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله الرحمن على العرش استوى أي استقر كما قال فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك أي استقررت ومع قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه وكيف يصعد إليه شئ هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة
(٢٥١)