وكما قال واسأل القرية أي سل أهلها وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في أحد هذا جبل يحبنا ونحبه يريد يحبنا أهله يعني الأنصار ونحبه أي نحب أهله كذلك أقام العرش مقام حملته والحافين من حوله وقد جاء في الحديث أن الملائكة تستبشر بروح المؤمن وأن لكل مؤمن بابا في السماء يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه ويعرج فيه بروحه إذا مات ثم يرد ويدل على هذا التأويل أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لقد تبادر إلى غسله سبعون ألف ملك وهذا التأويل بحمد الله تعالى سهل قريب كأنه قال لقد استبشر حملة العرش والملائكة حوله بروح سعد وأما قولهم كيف يعذب من تبادر إلى غسله سبعون ألف ملك فإن للموت وللبعث والقيامة زلازل شداد وأهوالا لا يسلم منها نبي ولا ولي يدلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من عذاب القبر ولو كان يستحيل ما تعوذ منه ولكنه خاف ما قضى الله عز وجل من ذلك على جميع عباده وأخفاه عنهم فلم يجعل منهم أحدا على أمن ولا طمأنينة ويدلك قول الأنبياء صلوات الله عليهم يوم القيامة يا رب نفسي نفسي وقول نبينا صلى الله عليه وسلم يا رب أمتي أمتي ويدلك قول الله عز وجل وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا أعلمنا أنه ليس من أحد إلا يرد النار ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا
(٢٤٧)