ولو لم يقل الله تعالى وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم لم نعلم نحن أن ذلك شبهه لان اليهود أعداؤه وهم يدعون ذلك والنصارى أولياؤه وهم يقرون لهم به وقتلت الأنبياء وطبختهم وعذبتهم أنواع العذاب ولو شاء الله عز وجل لعصمهم منهم وقد سم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذراع شاة مشوية سمته يهودية فلم يزل السم يعاده حتى مات وقال صلى الله عليه وسلم ما زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أوان انقطاع أبهري فجعل الله تعالى لليهودية عليه السبيل حتى قتلته ومن قبل ذلك ما جعل الله لهم السبيل على النبيين والسحر أيسر خطبا من القتل والطبخ والتعذيب فإن كانوا إنما أنكروا ذلك لان الله تعالى لا يجعل للشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم سبيلا ولا على الأنبياء فقد قرؤوا في كتاب الله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته يريد إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته يعزيه عما ألقاه الشيطان على لسانه حين قرأ في الصلاة تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى غير أنه لا يقدر أن يزيد فيه أو ينقص منه أما تسمعه يقول فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته أي يبطل ما ألقاه الشيطان
(١٦٩)