ثم قال ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وكذلك قوله في القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مخلفه أي لا يقدر الشيطان أن يزيد فيه أولا ولا آخرا قال أبو محمد حدثني أبو الخطاب قال نا بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام أتاني فقال إن عفريتا من الجن يكيدك فإذا أويت إلى فراشك فقل الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم آية الكرسي وقد حكى الله تعالى عن أيوب صلى الله عليه وسلم فقال إني مسني الشيطان بنصب وعذاب قال أبو محمد وأما قولهم في السحر الذي رآه موسى صلى الله عليه وسلم إنه تخييل إليه وليس على حقيقته فما ننكر هذا ولا ندفعه وإنا لنعلم أن الخلائق كلها لو اجتمعوا على خلق بعوضة لما استطاعوا غير أنا لا ندري أهو بالزئبق الذي ادعوا أنهم جعلوه في سلوخ الحيات حتى جرت أم بغيره ولا يعلم هذا إلا من كان ساحرا أو من سمع فيه شيئا من السحرة وأما قولهم في قول الله تبارك وتعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ثم قال يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين إن تأويله ولم ينزل على الملكين ببابل فليس هذا بمنكر من تأويلاتهم المستحيلة المنكوسة
(١٧٠)