ثم مر بشاة ميتة فقال ألا انتفع أهلها بإهابها يريد ألا دبغوه فانتفعوا به ثم كتب لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب يريد لا تنتفعوا به وهو إهاب حتى يدبغ ويدلك على ذلك قوله ولا عصب لان العصب لا يقبل الدباغ فقرنه بالإهاب قبل أن يدبغ وقد جاء هذا مبينا في الحديث روى بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة لمولاة ميمونة فقال ألا أخذوا إهابها فدبغوه وانتفوا به قالوا حديثان متناقضان صلى الله عليه وسلم قالوا رويتم عن الأشعث عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي في شعرنا أو لحفنا ثم رويتم عن وكيع عن طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل وأنا إلى جانبه وأنا حائض وعلي مرط لي وعليه بعضه وهذا تناقض واختلاف قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذين الحديثين اختلاف ولا تناقض لأنه قيل في الحديث الأول كان لا يصلي في شعرنا وهو جمع شعار والشعار ما ولي الجسد من الثياب ولا يسمى شعارا حتى على الجسد ويدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم لي شعار والناس دثار يريد أنكم أقرب الناس إلي كالشعار الذي يلي الجسد والناس دثار أي أبعد منكم كما أن الدثار فوق الشعار
(١٦٤)