فقال الله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان أي اتبعت اليهود ما ترويه الشياطين والتلاوة والرواية شئ واحد ثم قال وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون السحر وما أنزل على الملكين وهما ملكان أهبطا إلى الأرض حين عمل بنو آدم بالمعاصي ليقضيا بين الناس وألقي في قلوبهما شهوة النساء وأمرا أن لا يزنيا ولا يقتلا ولا يشربا خمرا فجاءتهما الزهرة تخاصم إليهما فأعجبتهما فأراداها فأبت عليهما حتى يعلماها الاسم الذي يصعدان به إلى السماء فعلماها ثم أراداها فأبت حتى يشربا الخمر فشرباها وقضيا حاجتهما ثم خرجا فرأيا رجلا فظنا أنه قد ظهر عليهما فقتلاه وتكلمت الزهرة بذلك الاسم فصعدت فخنست وجعلها الله شهابا وغضب الله تعالى على الملكين فسماهما هاروت وماروت وخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما يعلمان الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه والذي أنزل الله عز وجل على الملكين فيما يرى أهل النظر والله أعلم هو الاسم الأعظم الذي صعدت به الزهرة وكانا به قبلها وقبل السخط عليهما يصعدان إلى السماء فعلمته الشياطين فهي تعلمه أولياءها وتعلمهم السحر
(١٧٢)