ثنا عثمان بن عمر أنبأ يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال يا عائشة انى مخبرك خبر أفلا عليك ان لا تعجلي (1) حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه ثم قال (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن اجرا عظيما) فقلت في هذا استأمر أبوى؟
فانى أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل أزواجه مثل ما فعلت - أخرجه البخاري (ومسلم - 2) في الصحيح من حديث يونس بن يزيد - (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم أزل حريصا ان اسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) حتى حج عمر رضي الله عنه وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل عمر رضي الله عنه لحاجته عدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتى فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) فقال عمر رضي الله عنه واعجبا لك يا بن عباس، قال الزهري رحمه الله تعالى كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه قال هي حفصة وعائشة ثم أخذ يسوق الحديث فقال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما (3) تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بنى أمية بن زيد (4) بالعوالي فتغضبت (5) يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت ان تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت نعم، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل؟ قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأ من إحداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة، قال وكان لي جار من الأنصار وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك قال وكنا نتحدث ان غسان تنعل الخيل لغزونا فنزل صاحبي يوما ثم (6) أتاني عشاء فضرب بابى ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم قال قلت ماذا أجاءت غسان قال بل أعظم من ذلك وأطول طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكى فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدرى هو هذا (7) معتزلا في هذه المشربة فأتيت غلاما له اسود فقلت استأذن لعمر فدخل الغلام ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى أتيت المسجد فإذا قوم حول المنبر جلوس يبكى بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك (8) له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت (9) قال فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل قد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئي على رمال (10)