(أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثني علي بن عبد الله بن جعفر المديني ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني ربيعة بن يزيد وحدثني أبو كبشة السلولي انه سمع ابن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ح وأنبأ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان واللفظ له ثنا احمد ابن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا النفيلي ثنا مسكين بن بكير ثنا محمد بن مهاجر عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة السلولي ثنا سهل بن الحنظلية قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه فامر لهما بما سألا وامر معاوية ان يكتب لهما بما سألا. قال فاما الأقرع فلف كتابه في عمامته وانطلق واما عيينة فاخذ كتابه فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ترى انى حامل إلى قومي كتابا لا أدرى ما فيه كصحيفة المتلمس قال فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيه فقال قد كتب لك بالذي أمرت لك به فذكر الحديث ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل مسألة وهو منها غنى فإنما يستكثر من النار قالوا يا رسول الله وما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة قال أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم وليس شئ من هذه الأحاديث بمختلف فكأن النبي صلى الله عليه وسلم علم ما يغنى كل واحد منهم فجعل غناه به، وذلك لان الناس يختلفون في قدر كفاياتهم، فمنهم من يغنيه خمسون درهما لا يغنيه أقل منها ومنهم من له كسب يدر عليه كل يوم ما يغديه ويعشيه ولا عيال له فهو مستغن به - (وذلك بين فيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر وقالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ الأخضر بن عجلان حدثني أبو بكر الحنفي عن انس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفاقة ثم رجع فقال له انطلق حتى تجد من شئ قال فانطلق فجاء بحلس وقدح فقال يا رسول الله هذا الحلس كانوا يفترشون بعضه ويلبسون بعضه وهذا القدح كانوا يشربون فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذهما منى بدرهم فقال رجل انا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم فقال رجل انا آخذهما باثنين فقال هما لك قال فدعا الرجل فقال له اشتر بدرهم فأسا وبدرهم طعاما لأهلك قال ففعل ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انطلق إلى هذا الوادي فلا تدع حاجا (1) ولا شوكا ولا حطبا ولا فأتني خمسة عشر يوما قال فانطلق فأصاب عشرة قال فانطلق فاشتر بخمسة طعاما لأهلك فقال يا رسول الله لقد بارك الله لي فيما أمرتني فقال هذا خير من أن تجئ يوم القيامة وفي وجهك نكتة المسألة ان المسألة لا تصلح الا لثلاثة، لذي دم موجع أو غرم مفظع أو فقر مفقع (قال الشيخ) فإن لم تقع له الكفاية الا بمائتين (2) أو بألوف اعطى قدر أقل الكفاية بدليل ما روينا في حديث قبيصة بن المخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى تصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش وبالله التوفيق - (3)
(٢٥)