أشرت إليها فيما سبق، فاطلع على ذلك الأمر صديقي الفاضل الدين الدكتور مهدي المحقق فبعد أن رأى النسخة وأعجبته نفاسة مطالبها أقدم على تهيئة وسائل طبعه من طريق " انتشارات دانشگاه " وساعده عليه سائر الفضلاء المهتمين بإشاعة الآثار الباقية الثمينة والكتب القيمة النفيسة - لا زالوا موفقين لطبع الكتب النافعة البهية ونشر الصحف المفيدة المطوية - حتى انطبع الكتاب بعون الله الملك الوهاب وجعل بين يدي أولي الألباب، فينبغي لنا أن نسأل الله تعالى أن يجزي كل من ساعدنا على هذا الأمر وشاركنا في إعداد وسائل طبعه وتمهيد مقدمات نشره خير الجزاء بمحمد وآله البررة الأتقياء.
فآن لنا أن نقدم على أمرين:
الأول - أن ننقل هنا مكتوبا " أرسله إلينا صديقنا الحاج السيد مهدي الروحاني المذكور اسمه آنفا " وذلك أنه - أطال الله بقاءه وأدام توفيقه - لما كان أول من حثني على طبع الكتاب ونشره بعد أن دلني على وجود نسخة منه في مكتبة المشهد الرضوي (كما أشرت إليه) واستشممت من كلامه أن فيه صفاء " لا يشوبه كدر وخلوصا " لم يصدر إلا عن رضى الله تعالى ورضى أوليائه أحببت أن يكون أول من يلاحظ النسخة المطبوعة ويطالعها، فأرسلت إليه نسخة من الكتاب بعد الطبع وقبل النشر وكتبت إليه ما محصله: يا صديقي اعمل بما ورد في المثل: " صديقك من صدقك لا من صدقك " فإن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني، وجملة القول إني استدعيت منه أن يوقفني على ما يقف عليه في الكتاب من النكات الدقيقة والفوائد الأنيقة وينبهني على ما يطلع عليه من الأغلاط التي وقعت في طبع الكتاب لما زاغ عنه نظري وكل عنه بصري أو لم يصل إليه فكري القاصر ولم يدركه ذهني الفاتر فلم يميز القشر من اللباب والصحيح من السقيم والخطأ من الصواب (كما أني ألتمس من سائر العلماء والفضلاء الناظرين في هذا الكتاب الشريف وأولي الألباب المتعمقين في ذلك الأثر المنيف أن لا يؤاخذوني بما يقفون عليه مما وقع مني في هذا العمل من الخبط والخطأ والخطل