لم يحابها في دين الله ولا راقبها في حدود الله وقد جلد أصحاب الإفك ومنهم مسطح بن أثاثة وكان من أهل بدر.
قال:
وبعد فلو كان محل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - محل من لا يعادى إذا عصى الله سبحانه ولا يذكر بالقبيح بل يجب أن يراقب لأجل اسم الصحبة ويغضى عن عيوبه وذنوبه لكان كذلك صاحب موسى المسطور ثناؤه في القرآن لما اتبع هواه فانسلخ مما أوتي من الآيات وغوى قال سبحانه: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولكان ينبغي أن يكون محل عبدة العجل من أصحاب موسى هذا المحل لأن هؤلاء كلهم قد صحبوا رسولا " جليلا " من رسل الله سبحانه.
قال:
ولو كانت الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة لعلمت ذلك من حال أنفسهم لأنهم أعرف بمحلهم من عوام أهل دهرنا وإذا قدرت أفعال بعضهم ببعض دلتك على أن القصة كانت على خلاف ما قد سبق إلى قلوب الناس اليوم، هذا علي وعمار وأبو الهيثم ابن التيهان وخزيمة بن ثابت وجميع من كان مع علي - عليه السلام - من المهاجرين والأنصار لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة والزبير حتى فعلوا بهما وبمن معهما ما يفعل بالشراة في عصرنا، وهذا طلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم وفي جانبهم لم يروا أن يمسكوا عن علي حتى قصدوا كما يقصد للمتغلبين في زماننا، وهذا معاوية وعمرو لم يريا عليا " - عليه السلام بالعين التي يرى بها العامي صديقه أو جاره ولم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف ولعنه ولعن أولاده و [قتل] كل من كان حيا " من أهله وقتل - أصحابه وقد لعنهما هو أيضا في الصلاة المفروضات ولعن معهما أبا الأعور الأسلمي وأبا - موسى الأشعري وكلاهما من الصحابة، وهذا سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد وسعد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن عمر وحسان بن ثابت