علامة فيكشف لهم عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم. 1
1 - هذا نص عبارة النسخة ويظهر بالتأمل أن شيئا من العبارة سقط في موارد منه، وكيف كان فليطلب الحديث من مظانه وهي أحوال يوم القيامة من كتب الأحاديث والاعتقادات وكذا كتب التفاسير المشتملة على ذكر الأحاديث ونحن نكتفي بتفسير الدر المنثور للسيوطي فإنه أجمع تفسير لذكر الأحاديث فنقول:
ذكر السيوطي في تفسير هذه الآية: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " وتاليتها وهي: " خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون (وهما آيتا 42 و 43 سورة القلم) أحاديث كثيرة (أنظر ج 6 ص 254 - 258 من النسخة المطبوعة) ونذكر شيئا " منها ههنا:
" أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا " واحدا ". وأخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوم يكشف عن ساق قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مندة عن ابن - مسعود في قوله: يوم يكشف عن ساق، قال: عن ساقيه تبارك وتعالى. قال ابن مندة:
لعله في قراءة ابن مسعود " يكشف " بفتح الياء وكسر الشين وأخرج ابن مندة عن ابن - عباس في قوله: يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ يوم يكشف عن ساق بالياء ورفع الياء.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مندة من طريق عمرو بن دينار قال: كان ابن عباس يقرأ: يوم تكشف عن ساق بفتح التاء قال أبو حاتم السجستاني أي تكشف الآخرة عن ساقها، يستبين منها ما كان غائبا ". وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: يوم يكشف عن ساق فغضب غضبا " شديدا " وقال: إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه وإنما يكشف عن الأمر الشديد.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يجمع الله الخلائق يوم القيامة ثم ينادي مناد: من كان يعبد شيئا " فليتبعه، فيتبع كل قوم ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون وأهل الكتاب فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ - فيقولون: الله وموسى، فيقال لهم: لستم من موسى وليس موسى منكم، فيصرف بهم ذات الشمال، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ - فيقولون: الله وعيسى، فيقال لهم: لستم من عيسى وليس عيسى منكم، ثم يصرف بهم ذات الشمال، ويبقى المسلمون، فيقال لهم:
ما كنتم تعبدون؟ - فيقولون: الله، فيقال لهم: هل تعرفونه؟ - فيقولون: إن عرفنا نفسه عرفناه، فعند ذلك يؤذن لهم في السجود بين كل مؤمنين منافق فتقصم ظهورهم عن السجود ثم قرأ هذه الآية: ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدار قطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام فينادي مناد يا أيها الناس: ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولي كل إنسان منكم ما كان يعبد في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويتمثل لمن كان يعبد عزيرا " شيطان عزير حتى يتمثل لهم الشجرة والعود والحجر ويبقى أهل الإسلام جثوما " فيتمثل لهم الرب عز وجل فيقول لهم: ما لكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟ - فيقولون: إن لنا ربا " ما رأيناه بعد، فيقول: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ - قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه قال: وما هي؟ - قالوا: يكشف عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا " ساجدا "، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون (الحديث) ".
أقول: من أراد التفصيل فليراجع الدر المنثور فإن المقام لا يسع أكثر من ذلك والحديث ورد بطرق عديدة وبعبارات مختلفة في كثير من أبواب كتب الأخبار أيضا ".