على أربع شعب على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الكافر ومن صدق في المواطن قضى ما عليه ومن شنأ الفاسقين غضب لله و من غضب لله فهو مؤمن حقا فهذه صفة الايمان ودعائمه فقال له السائل لقد هديت يا أمير المؤمنين وأرشدت فجزاك الله عن الدين خيرا اللغات التوسم التفرس والمتوسم المتفرس المتأمل للتثبت في نظره حتى يعرف حقيقة سمت الشئ أبلج المنهاج الواضح الطريق المضمار الموضع الذي تضمر فيها وتضمر الخيل الخيل والخيلة جماعة من الأفراس لا واحد له وفى بعض النسخ الحلبه ولعل هذا هو الأصح ووصفه عليه السلام الاسلام بيسير المضمار جامع الحلبة سريع السبقة اليم النقمة استعارة فلفظ الحلبة استعارة للقيمة والسبقة للجنة وذلك لان الدنيا مضماره وهي يسيرة والقيمة حلبته وهي مجمعة والجنة سبقته والنار نقمته وفى بعض النسخ كريم المضمار رفيع الغاية شريف الفرسان فيكون استعارة لفظ المضمار للدين باعتبار ان النفوس تضمر فيه للسباق إلى حضرة الله تعالى وظاهر كرم ذلك المضمار وشرفه وغايته الوصول إلى خضرة الربوبية ولا ارفع منها مرتبة وقوله شريف الفرسان لان فرسانه المؤمنون والصديقون والحلبة بالتسكين خيل تجمع للسباق قوله ثنئان البغضاء يقول المؤلف الفقير عفى الله عن جرائمه اعلم أن الرضي رضي الله عنه قد نقل بعض هذه الخطبة في النهج باختلاف ونقصان في بعض فقراتها إلى قوله عليه السلام والجنة سبقته وفى أمالي الشيخ ره بزيادات إلى قوله عليه السلام فهذه صفة الايمان ودعائمه كما نقلتها عنه ههنا وفى الوافي في الجزء الثالث منه في باب أركان الايمان وصفاته ص 31 نقل شطرا منها عن الكافي مسندا بزيادة بعض الفقرات وشطر الأخير برواية أخرى وفى تحف العقول نقلها ابسط وأوفى رأيت نقلها بتمامه عنه تتميما للفائدة وتعميما للعائدة لمن أراد الانتفاع بها والله هو المستعان وولى التوفيق 162 / 64 ومن خطبه عليه السلام
(٢٠٤)