جهده وعظمت حيلته وكثرت مكائدته ان يسبق ما سمى في الذكر الحكيم أيها الناس انه لن يزداد امرء نقيرا بحذقه و ولن ينقص امرء نقير الحمقة فالعالم بهذا العامل به أعظم راحة في منفعة والعالم بهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه ورب مغرور في الناس مصنوع له فارفق أيها الساعي من سعيك وأقصر من عجلتك وانتبه من سنة غفلتك وتفكر فيما جاء عن الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنها من قول أهل الحجى ومن غرائم الله في الذكر الحكيم انه ليس لأحد ان يلقى الله عز وجل بخلة من هذا الخلال الشرك بالله فيما افترض عليه أو شفاة غيظ بهلاك نفسه أو أمر بأمر يعمل بغيره أو استنجح إلى مخلوق باظهار بدعة في دينه أو سره ان يحمده الناس بما لم يفعل والمتجبر المختال وصاحب الأبهة
(١٠٨)