مالا يقدر على اعطائه غيره من زيادة الأعمار وصحة الأبدان وسعة الأرزاق ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما اذن لك فيه من مسئلته فمتى جئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمه واستمطرت شئابيب رحمته فلا يقظنك ابطاء اجابته فان العطية على قدر النية وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لاجر السائل واجزل لعطاء الأمل وربما سئلت الشئ فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو أجلاف لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك وأوتيته مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له واعلم انك انما خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء وللموت لا للحيوة وانك في منزل قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة وانك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولابد انه مدركه فكن منه على حذر ان يدركك وأنت على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها
(١٢٠)