عن يمين المتطهر، قاله في الحاوي. وقد قدمنا أن المصنف لم يحصر سنن الوضوء فيما ذكره، فنذكر منها شيئا مما تركه، من ذلك: أن يضع المتوضئ إناء الماء عن يمينه إن كان يغترف منه، وعن يساره إن كان يصب منه على يديه كإبريق، لأن ذلك أمكن فيهما، قاله في المجموع، وتقديم النية مع أول السنن المتقدمة على الوجه ليحصل له ثوابها كما مر. والتلفظ بالمنوي، قال ابن المقري: سرا مع النية بالقلب، فإن اقتصر على القلب كفى، أو التلفظ فلا، أو تلفظ بخلاف ما نوى فالعبر بالنية، واستصحابها ذكر إلى آخره، والتوجه للقبلة، وذلك أعضاء الوضوء. ويبالغ في العقب خصوصا في الشتاء، فقد ورد: ويل للأعقاب من النار. والبداءة بأعلى الوجه، وأن يأخذ ماءه بكفيه معا، وأن يبدأ بأطراف أصابعه وإن صب عليه غيره، كما جرى عليه في التحقيق واختاره في المجموع خلافا لما قاله الصيمري من أنه يبدأ بالمرفق إذا صب عليه غيره. وأن يقتصد في الماء فيكره السرف فيه، وأن لا يتكلم بلا حاجة، وأن لا يلطم وجهه بالماء، وأن يتعهد موقه - وهو طرف العين الذي يلي الانف - بالسبابة الأيمن باليمنى والأيسر باليسرى، ومثله اللحاظ - وهو الطرف الآخر - ومحل سن غسلهما إذا لم يكن فيهما رمص يمنع وصول الماء إلى محله، وإلا فغسلهما واجب، ذكره في المجموع وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك. وكذا كل ما يخاف إغفاله كالغضون وأن يحرك خاتما ليصل الماء تحته. وأن يتوقى الرشاش. وأن يصلي ركعتين عقب الفراغ. (ويقول بعده) أي بعد فراغ الوضوء وهو مستقبل القبلة رافعا يديه إلى السماء كما قاله في العباب: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) لخبر مسلم: من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلخ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) زاده الترمذي على مسلم.
(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) لخبر الحاكم وصححه: من توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت إلخ كتب في ورق ثم طبع بطابع، وهو بكسر الباء وفتحها: الخاتم فلم يكسر إلى يوم القيامة أي لم يتطرق إليه إبطال. ويسن أن يقول بعده: وصلى الله - أي وسلم - على محمد وآل محمد، ذكره في المجموع.
وواو وبحمدك زائدة، فسبحانك مع ذلك جملة واحدة وقيل عاطفة، أي وبحمدك وسبحانك فذلك جملتان. (وحذفت دعاء الأعضاء) وهو أن يقول عند غسل الكفين: اللهم احفظ يدي من معاصيك كلها، وعند المضمضة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وعند الاستنشاق: اللهم أرحني رائحة الجنة، وعند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند غسل اليد اليمنى: اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حسابا يسيرا، وعند غسل اليد اليسرى:
اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري، وعند مسح الرأس: اللهم حرم شعري وبشري على النار، وعند مسح الاذنين: اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وعند غسل رجليه: اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل فيه الاقدام. (إذ لا أصل له) في كتب الحديث، وإن عده الرافعي في المحرر من السنن، وكذا في الشرح، وقال:
ورد به الأثر عن السلف والصالحين اه. ولم يذكره الشافعي والجمهور. قال المصنف في أذكاره وتنقيحه: لم يجئ فيه شئ عن النبي (ص). قال الشارح: وفات الرافعي والنووي أنه روي عن النبي (ص) من طرق في تاريخ ابن حبان وغيره وإن كانت ضعيفة للعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. ومشى شيخي على أنه مستحب، وأفتى به لهذا الحديث.
فائدة: شرط العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن لا يكون شديد الضعف وأن يدخل تحت أصل عام وأن لا يعتقد سنيته بذلك الحديث.