وعلامات السرسام والصداع واختلاط الذهن وغير ذلك قد علمت وأما علامات طولها فمثل ما علمته من تأخر علامة النضج وانخراط الوجه واختلاف حالها في مدتها من التزيد والوقوف والنقصان حتى تكون كأنها مفترة فان ذلك دليل على أن الدم مملوء خلطا فجا واما مدة بحرانها فيدل عليها ظهور علامات النضج ان تأخر إلى بعد الثالث والرابع لم يبحرن في السابع وكثيرا ما يكون بحرانها في الرابع * (علاج حمى الدم) * الغرض في علاج حمى الدم هو استفراغ الكثرة إلى الغشي وتغليظ جوهر الدم ان كان رقيقا جدا مائيا أو صفراويا وتبريده وتنقيته وترقيقه ان كان غليظا فيمن قد تناول مولدات الدم الغليظ ومولدات الخلط الفج وانضاج المادة الفاعلة للحمى وتحليلها فاما الاستفراغ فلا كالفصد من اليد في أي وقت عرضت ولا تنتظر بحرانا ولا نضجا الا ان تكون تخمة فاحذرها وأفرغها فان دامت الحمى فافصد ولا يزال يفصد حتى يقارب الغشي أو يقع ان كان البدن قويا فان الغشي يبرد أيضا المزاج القوى واعلم أن الفصد وسقى الماء البارد ربما أغنى عن تدبير غيره والتفريق فيه أولى ان لم يكن ما يوجب الاستعجال فإنه ربما كان فيما دون مقاربة الغشي بلاغ وربما يتبع الفصد البالغ في الوقت اسهال مرة وعرق يجب ان يمسح كل وقت حتى يتتابع وربما عوفي به ويتدارك ما عرض من ضعف وغشي بغذاء لطيف وسكون ويجب ان يدام تليين الطبيعة بما يعرف من مثل ماء الرمانين وماء الرمان الحلو والمر إلى حد الشيرخشك والتمر الهندي واشيافات خفيفة مما ذكرناه وربما احتيج عند النضج إلى استفراغ بمثل الهليلج والشاهترج والخيار شنبر ونحوه مما قد علمت فان لم يحتمل الحال الفصد من اليد ففصد العرق الذي في الجبين أو الحجامة فان لم يتهيأ شئ من ذلك لعارض مانع فبالاسهال على نحو ما في المحرقة والتبريد بما يفتح ويقطع ويسكن الغليان وان عرض من الفصد غشي أطعمته خبزا بماء الحصرم وان عرض رعاف من تلقاء نفسه لم يقطع الا عند مقاربة الغشي وأما تغليظ الدم فبمثل رب العناب وهو ان تطبخ مائة عنابة بخمسة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ويقوم بالسكر وكلما قل السكر فهو أفضل والعدس أيضا خصوصا المتخذ بالخل الحامض الثقيف من هذا القبيل وإياك ان تسقى رب العناب أو جرم العدس والمادة غليظه وأما تبريده فبمثل ماء العدس المبرد وماء الخس المبرد وسقى الماء البارد ان لم يكن مانع وربما سقى حتى يرتعد ويخصر فربما عوفي وربما انتقلت الحمى إلى بلغمية وعولجت بأقراص الورد ونحوها وهذا العلاج لبعض المتقدمين وانتحله بعض المتأخرين فاما سقى ماء الشعير فهو علاج نافع له وليكن مع لين الطبيعة وأولى الأوقات بهذا وقت شدة الغليان والكرب والاشتعال وتواتر الخفقان واعلم أن الاقتصار على التبريد وترك الفصد والاسهال يزيد في السدد والحقن فتزداد العفونة والحرارة في ثاني الحال وأما تنقيته فبمثل مسهلات الصفراء بحسب اختلاف استيجاب القوة والضعف وبمنضجات الخلط الخام فربما كان هو السبب في عفونة الدم وفي آخره يسقيه مثل أقراص الكافور وأقراص الطباشير (وهذه الأقراص جيدة جدا) نسخته * يؤخذ طباشير ثلاثة بزر البقلة خمسة بزر القثاء أربعة بزر القرع ستة صمغ وكثيراء ونشا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم رب السوس وزن سبعة دراهم يتخذ منها أقراص (نسخة) أخرى وخصوصا عند ضعف الكبد يؤخذ ورد وزن ثلاثة دراهم عصارة أمير باريس درهمين بزر القثاء
(٤١)