ساعة وكثيرا ما تكون الحمى غبا في الصيف وتصير ربعا في الشتاء وكثيرا ما تؤدى الحميات المختلفة إلى حميات مختلطة لا نظام لها لاختلاف بقايا الأخلاط الباقية بعد الحميات فإذا استقرت على التزايد استقرت على الربع وما كان عن بلغم محترق كانت أدواره أطول ويحدث أكثر ذلك عقيب المواظبة ويكون العرق أبطأ والبول أغلظ وصلابة العرق أقل ويكون في أكثر الامر عقيب حميات بلغمية وما كان عن دم محترق فتتقدمه علامات الدم وحمياته وحمرة البول ويدل عليه السحنة والسن والفصل وربما كان بعد حميات دموية وما كان عن صفراء محترقة فيكون النبض أشد سرعة وتواترا ويبتدئ باقشعرار وبرد في اللحم وعطش وعرق ويكون ثم غضب وعطش والتهاب ويدل عليه السحنة والسن والفصل وقد يدل عليه كونه عقيب حميات صفراوية والنبض في الربع يكون إلى الصلابة ليبوسة الخلط فإنه يجذب إلى داخل كأنه نبض شيخ والى الاستواء ما لم تتحرك وان تحركت اختلف النبض جدا لغلظ الفضل ويكون تفاوته ظاهرا عند الفترة وهو دلالة تامة على الربع وكثيرا ما يتفق فيه انبساط غير مستو وانقباض شديد السرعة على خلاف ما في الغب ونبض الربع أحسن من نبض البلغمية في الصغر والتواتر ولكنه مثله في الابطاء وعند ابتداء النوبة يزداد ابطاؤه وتفاوته واختلافه أكثر من اختلاف سائر الحميات ثم يأخذ في عظم وتواتر وسرعة والبول في الربع تتشابه أوقاته في عدم النضج لبرد المادة وغلظها الا عند المنتهى الجيد لكن أحواله وألوانه تختلف وذلك لان السوداء تتولد من أخلاط شتى ومن علامة نضج الرابع لين النافض وأما البول فإنه يكون في الابتداء أبيض إلى الخضرة فجا لا هضم له وبعد الابتداء يختلف حاله ويتلون بسبب ان أكثر السوداء متولدة من أخلاط شتى ويكون عند الانحطاط اسود والعرق في الربع كثير بالقياس إلى البلغمية وليس بكثير بالقياس إلى غيرها والعطش يقل في هذه الحمى الا ان يكون عن سوداء صفراوية * (العلاج) * ينظر في هذه العلة هل هي عن سوداء دموية أو سوداء بلغمية أو سوداء صفراوية أو سوداء سوداوية ثم يدبر كل واحد بما هو أولى بها مما نذكره لكن لجماعة أصنافها أحكام تشترك فيها وذلك انها كلها تنتفض في الابتداء فوجب أن تتأمل هل للدم غلبة وخصوصا إذا كانت الربع عن سوداء دموية فحينئذ يفصد ويؤخذ من الدم بقدر الحاجة وربما أوجب كثرته ورداءته ان يخرج شئ كثير منه وإذا لم يحتج إلى الفصد ففصد ضر من حيث الضعف ومن حيث اخراج ضد السوداء ومن حيث تحريك الأخلاط إلى خارج وان يستفرغ في الأول من الخلط المحدث للحمى شئ ما للتخفيف لا للتنظيف فان ذلك عند النضج على حسب ما نشير إليه وليكن بعد النوبة بيوم ولا يجب ان يدر في الأولى بقوة ويجب ان تستعمل المرخيات وان لم يستصوب المشروبات استعمل بدلها حقن موافقة لكنها يجب ان تكون لينة وانما يرخص في تقويتها إذا بلغ المرض المنتهى وان كان الطبيب قد يتهور فيطلق السوداء في الابتداء مرات اطلاقا قويا ويمنع العلة أصلا لكنه صواب عن خطا ويجب ان يمنع يوم النوبة عن الاكل ويكلف الصوم ويمتنع من الماء البارد ذلك اليوم ولا بد في سائر الأيام من لحم طيهوج أو فروج أولا الطيهوج إلى ثلاثة أيام أو أربعة أيام ثم الفروج فحينئذ الفروج خير ويكون الدواء غير يوم النوبة جلنجبين ممروسا في الماء الحار في اليوم مرتين أو ثلاثة
(٥٢)