صرف فان العفونة طريق إلى الفساد والعفونة لها زمان واستحالة الدم صفراء لا تكون في زمان بل العفونة فساد يعرض للدم وهو دم كما يعرض للبلغم وهو بلغم لم يصر سوداء ولا صفراء الا أن يستحيل من بعد ذلك بتمام العفونة بل الحق الصحيح قول بقراط ان الدم قد يتولد من عفونته حمى فنقول الآن ان حمى الدم حميان حمى عفونة وحمى سخونة وغليان التي يسميها بقراط سونوخس أي المطبقة دون غيرها وأكثر غليانها عن سدد تحقن الحرارة وقد تكون عن أسباب أخرى تشتد فوق اشتداد أسباب حمى يوم وقد تسمى الشابة القوية وهي من جملة الحميات التي بين حميات العفونة وحميات اليوم فتفارق حميات اليوم بسبب أن التسخن الأول فيها للخلط وتفارق حميات العفونة بأنه لا عفونة لها وهي حمى حادة ليست حمى يوم ولا حمى دق ولا حمى عفونة وكثيرا ما تنتقل إلى حمى عفونة أو إلى حمى دق وكثيرا ما أجراها جالينوس مجرى حميات اليوم ويرى جالينوس ان حمى الدم لا تتركب مع سائر الحميات لان العفن إذا كان في الدم كان عاما لكل خلط وفي هذا تناقض لبعض مذاهبه لا تحتاج أن نطول الكلام فيه فلا ينتفع به الطبيب وسبب هذه الحمى الامتلاء والسدة وأكثرها من الرياضة وخصوصا الغير المعتادة وترك الاستفراغ ثم استعمال رياضة عنيفة وقد توجب العفونة فيه كثرة مائية الدم من أكل الفواكه المائية فتستحيل إلى العفونة أو كثرة الخلط الفج فيه فتهيئه للعفونة مثل ما يتولد من القثاء والقثد والكمثرى ونحوها وهذه الحمى لازمة لا تفتر لعموم المادة ولزومها إلى البحران أو الموت وأصنافها ثلاثة أسلمها المتناقصة تبتدئ بصعوبة ثم لا تزال تتناقص لان التحلل أكثر من التعفن ثم الواقفة على حال واحدة ربما تشابهت سبعة أيام وشرها المتزايدة لان التحلل فيها أقل من التعفن وبحرانها إلى السابع في الأكثر وانقضاؤها باستفراغ محسوس أو غير محسوس وقد تنتقل إلى المحرقة وإلى السرسام وقد تنتقل بالتبريد الكثير إلى ليثرغش وقد تنتقل إلى الجدري والحصبة وإذا عرض فيها سبات وانتفاخ بطن يجئ منه كصوت الطبل فلا يحطه الاسهال مع تململ وكان الاسهال لا ينفع ثم خرج حصف أخضر عريض خاصة فهو من علامات الموت * (العلامات) * علامات الحمى الدموية لزوم الحمى وحمرة الوجه والعين وانتفاخ الأوردة والصدغين وامتلاء تام من غير نافض ولا عرق الا عند البحران وكثيرا ما أجراها جالينوس مجرى حميات اليوم ويرى جالينوس أن حمى الدم يصحبها حكاك في الانف وفي المحاجر وتضيق النفس وكثيرا ما يقع عليهم سبات وعسر كلام وهو ردئ وكذلك أورام الحلق واللوزتين واللهاة وسيلان الدموع وحرارتها كثيرة رطبة بخارية حمامية غير قشفة كما في المحرقة ونبضها عظيم لين قوى ممتلئ سريع متواتر جدا مختلف غير كثير الاختلاف وأقل اختلافا وسرعة مما في المحرقة والغب وليست حرارتها في حد المحرقة والغب لعدم العفونة وما كان منها عن عفن فحرارته واعراضه أشد وعلاجه أصعب فهو أشبه بالمحرقة وأما رقة الدم وغلظه فتعرف بما يخرج منه والسونوخس الغليانية أشبه شئ في ابتدائها بحمى اليوم لكن حرارتها قليلة اللذع والأذى وكان أكثر تأثيرها بقرب القلب ويحدث منه التلهث والربو وأما العفنة فمستوية أو شبيهة بالمستوى في الأكثر وأما علامات انتقالها فعلامات كل ما ينتقل إليه من الخناق ومن أورام الحلق واللوزتين وقد عرفتها وعلامات الجدري ستعلم
(٤٠)