إذا شرب صاحبها ماء انبعث من بدنه بخار رطب كأنه يريد أن يعرق وربما عرق وغير الخالصة يوجد معها ثقل كثير في الرأس وامتداد وتطول النافض والنوبة حتى تبلغ أربعا وعشرين ساعة أو ثلاثين ساعة إلى وقتها وتفتر تتمة ثمانية وأربعين ساعة وبمقدار زيادة النوبة على اثنى عشر ساعة يكون بعدها عن الخلوص وفي الغب الغير الخالصة يبطؤ ظهور النضج ولا يظهر في السحنة قضف ولا هزال وربما لم تقلع بعرق وافر وربما لم تبتدئ بنافض قوى ولا تكون الحرارة بتلك القوة ولا يكون تزيدها مستويا بل كأنها تتزيد ثم تتقدم فتنقص والاعراض الصعبة تقل فيها * (الغب اللازمة) * تعرف باشتداد النوائب غبا وبشدة اعراض الغب وعند جالينوس ان الدم إذا عفن صار من هذا القبيل وفيه كلام يأتي من بعد * (علاج الغب الخالصة) * يجب أن تتذكر ما أعطيناك من الأصول في علاج الحميات في الاسهال والغذاء وفي جميع الأبواب وتبنى عليها ولا تلتفت إلى قول من يرخص في الابتداء بالمسهلات القوية بالهليليج ونحوه الا بما ذكرناه من الصفة بل يجب أن تبادر في أول الامر فتلين تليينا ما بمثل ما ذكرنا هناك مثل التمر الهندي قدر أربعين درهما ينقع في ماء حار ليلة ويصفى ويلقى عليه شيرخشت أو ترنجبين أو بماء الرمانين وبمثل طبيخ اللبلاب بالترنجبين والزبيب المنزوع العجم أو نقيع الإجاص بالترنجبين أو الشيرخشت أو شراب البنفسج أو البنفسج المربى وربما فعل لعاب بزرقطونا مع بعض الأشربة مثل شراب الإجاص ازلاقا وتليينا أو بطبيخ العدس باللبلاب أو الحقن اللينة مثل الحقنة بطبيخ الخطمي والعناب والسبستان وأصل السوس ودهن البنفسج وبعصارة السلق وبدهن البنفسج والبورق على نحو ما تعلم وذلك إذا مست إليه الحاجة فإنه من الصواب أن لا يسقى مثل ماء الشعير ولا نحوه ولا الأغذية الا وقد لينت الطبيعة على أن الاسهال في الابتداء في حمى الغب الخالصة أقل غائلة من مثله في غيرها وان كانت له غائلة أيضا عظيمة وإذا أمكن ان لا يفصد إلى ثلاثة أدوار فعل وكذلك إذا خفت أن يكون المرض مهتاجا ففعلت ذلك فما يقع من خطا ان وقع أقل من غيره ويجب أن لا يحرك يوم النوبة شيئا الا لضرورة ولا يغذو الا عند الشرائط المذكورة وان تدر البول بحليب البزور ويجب أن ترد عليه النوبة وهو خاو ليس في معدته شئ بل يجب أن يسقى السكنجبين كل بكرة وبعده بساعتين ماء الشعير في يوم لا نوبة فيه والسكنجبين بعد النوبة صالح وكذلك وضع الرجل في الماء الفاتر ليجذب بقايا الحرارة واستحب أن يكون في السكنجبين خصوصا في الأواخر حليب البزور الباردة المدرة أو قبل النوبة بثلاث ساعات أو أربع ويسقى بعد النوبة أيضا ماء الشعير وإذا وجب تلطيف التدبير سقى مثل ماء الرمان وماء البطيخ الهندي ونحوه ويدرج تدبيره على الوجه المذكور كلما قارب المنتهى لطف وفي الأيام الأول يغذى بكشك الشعير والخبز المثرود في الماء البارد اما كما هو واما حليبه فيه وبما يتخذ من المج والعدس وإذا كان الطعام يحمض في معدته لم يسق من ماء الشعير الذي ليس برقيق جدا شيئا وان احتيج إلى سقيه قوى يسيرا بطبخ أصل الكرفس فيه وان كانت المعدة أبرد من ذلك والحمى غير عظيمة غير خالصة جعل فيه قليل فلفل على رأى بقراط فان دلت العلامات على أن البحران قريب فاستكف بماء الشعير وماء الرمان الحلو والمز والسكنجبين والفواكه
(٣٥)