في هذا فعندهم من أعلى درجة وليس يجب أن يكون ما هو أحلى أغذى ولا ما هو ألذ أغذى وان كان لا بد من أن يكون كل غاذ عند الأطباء حلاوة ما لان الغذاء يحتاج إلى شرائط أخرى غير الحلاوة هذا والدسم مناسب للحلو لكن الكثيف المستحيل إليهما بفعل الحرارة المناسبة يستحيل إلى الحلاوة إذا كان عماد تلطفه بالمائية وقليل هوائية ويستحيل إلى الدسومة إذا كان عماد تلطفه بالمائية العذبة ويخالطها هوائية كثيرة اشتدت مداخلتها للمائية والمر والمالح يجودان اللسان جردا لكن المالح يجرد خفيفا ويغسل ولا يخشن ويعينه عليه تأدى ملاقاته للعضو إلى جميع أجزائه بالسوية للطافته ولكنه يؤذى فم المعدة والمر يجرد شديدا حتى يخشن ويعينه عليه اختلاف مواضعه على ما قلنا والحريف والحامض يلذعان اللسان لكن الحريف يلذعه لذعا شديدا من تسخين والحامض يلذعه لذعا وسطا بلا تسخين والمالح يحدث من انحلال المر في التفه المائي فإذا انعقد كماء الرماد صار ملحا والحامض يحدث من استحالة الحلاوة بنقصان الحرارة ونضج العفوصة بزيادة الرطوبة والحرارة وجوهره في جملة الامر جوهر رطب وكذلك الحلو فان جوهره إلى الرطوبة وجوهر المر والعفص إلى اليبوسة (وافعال الحلو) الانضاج والتليين وتكثير الغذاء والطبيعة تحبه والقوى الجاذبة تجذبه (وأفعال المرارة) الجلاء والتخشين (وأفعال العفوصة) القبض ان ضعف والعصر ان اشتد (وأفعال القبض) التكثيف والتصليب والحبس (وأفعال الدسومة) التليين والازلاق وانضاج قليل (وأفعال الحرافة) التحليل والتقطيع والتعفين (وأفعال الملوحة) الجلاء والغسل والتجفيف ومنه العفونة (وأفعال الحموضة) التبريد والتقطيع وقد يجتمع طعمان في جرم واحد مثل اجتماع المرارة والقبض في الحضض وتسمى البشاعة ومثل اجتماع المرارة والملوحة في السليخة وتسمى الزعوقة ومثل اجتماع الحرافة والحلاوة في العسل المطبوخ ومثل اجتماع المرارة والحرافة والقبض في الباذنجان ومثل اجتماع المرارة والنفسة في الهندبا وربما يعاون مقتضى طعمين على تقوية مقتضى طعم فان الحدة والحرافة الثابتة في الخل من الخمر يجعلانه أشد تبريد الان الحدة والحرافة يفتحان المنافذ فيعينان على التنفيذ وان لم يبلغا في الخل أن يسخنا تسخينا يعتد به فيصير تبريد الخل أغوص وربما تعاوق مقتضى طعمين منها مثل الحموضة والعفوصة في الحصرم فان عفوصة الحصرم تمنع حموضته عن التبريد البالغ النافذ وربما كان القوام معينا للكيفية وربما كان مضادا أما المعين فمثل اللطافة التي تقارن الحموضة فتجعل تبريدها أغوص وأما المضاد فمثل الكثافة التي تقارن المصل فتجعل تبريده أقل مسافة وقد يعرض أن يكون بعض الطعوم غير صرف ثم يصرف على الزمان مثل ماء الحصرم فإنه إذا طالت عليه المدة خلصت عليه حموضته لكثرة ما يرسب من العفص وغيره وقد يعرض أن يكون بعض الطعوم صرفا فيخلطه الزمان بغيره مثل العسل فإنه يمرره ويحرفه الزمان زيادة تمرير وتحريف وكما يقوى تمرير الزمان أو تحريفه عصير العنب يمرره الزمان أولا مرارة ممزوجة ثم يأخذ فيها إلى الحرافة وإذا اختلط العفص والمر كان جلاء مع قبض ويصلح لادمال القروح التي فيها رهل قليل ويصلح لكل اطلاق سببه سدد وينفع الطحال نفعا شديدا ان كانت المرارة ليست فيه بضعيفة وجميع ما بهذه الصفة فإنه نافع للمعدة
(٢٣٠)