ثم الذي له فضاء من الجانبين لكنه ملزز كثيف كالكلية ثم الذي له تجويف من الجانبين وهو سخيف كالرئة واما من وضع العضو والوضع يقتضى كما تعلم اما موضعا واما مشاركة والانتفاع به من علم المشاركة أخصه باختيارك جهة جذب الدواء وإمالته إليه مثاله انه إذا كانت المادة في حدبة الكبد استفرغناها بالبول وان كانت في تقعير الكبد استفرغناها بالاسهال لان حدبة الكبد مشاركة لأعضاء البول وتقعيرها مشارك للأمعاء واما الانتفاع به من جهة علم الموضع فمن وجوه ثلاثة أحدها بعده وقربه فان كان قريبا مثل المعدة وصلت إليه الأدوية المعتدلة في أدنى زمان وفعلت فيه وقوتها باقية وان كان بعيدا كالرئة فان الأدوية المعتدلة تفسد قواها قبل الوصول إليه فيحتاج أن يزاد في وقاها فالعضو القريب الذي يلقاه الدواء يجب أن يكون قوة الدواء له بالقدر المقابل للعلة وان كان بينهما بعد وبون وهو داء يحتاج لدواء في أن ينفذ إليه إلى قوة غائصة فيحتاج أن تكون قوة الدواء أكثر من المحتاج إليه مثل الحال في أضمدة عرق النسى وغيره والوجه الثاني أن يعرف ما الذي ينبغي أن يخلط بالأدوية ليسرع ايصالها إلى العضو كما يخلط بأدوية أعضاء البول المدرات وبأدوية القلب الزعفران والوجه الثالث أن يعرف جهة اتصال الدواء إليه مثلا انا ذا عرفنا ان القرحة في الأمعاء السفلى أوصلناه بالحقنة أو حدسنا بأنها في الأمعاء العليا وصلناه بالشراب وقد ينتفع بمراعاة الموضع والمشاركة معا وذلك فيما ينبغي ان يفعله والمادة منصبة بتمامها إلى العضو وما ينبغي أن يفعله والمادة بعد في الانصباب حتى أن كانت في الانصباب بعد جذبناها من موضعها بعد مراعاة شرائط أربع إحداها مخالفة الجهة كما يجذب من اليمين إلى اليسار ومن فوق إلى أسفل والثانية مراعاة المشاركة كما يحبس الطمث يوضع المحاجم على الثديين جذبا إلى الشريك والثالثة مراعاة المحاذاة كما يقصد في علل الكبد الباسليق الأيمن وفي علل الطحال الباسليق الأيسر والرابعة مراعاة التبعيد في ذلك لئلا يكون المجذوب إليه قريبا جدا من المجذوب منه وأما ان كانت المادة منصبة فينتفع بالامرين من جهة انا اما أن نأخذها من العضو نفسه أو ننقلها إلى العضو القريب المشارك ونخرجها منه كما يقصد الصافن في علل الرحم والعرق الذي تحت اللسان في علاج ورم اللوزتين ومتى أردت ان تجذب إلى الخلاف فسكن أولا وجع العضو المجذوب عنه وان تنظر حتى لا يكون المجاز على رئيس واما الانتفاع من جهة قوة العضو فمن طرق ثلاثة إحداها مراعاة الرياسة والمبدئية فانا لا نخاطر على الأعضاء الرئيسة بالأدوية القوية ما أمكن فيكون قد عممنا البدن بالضرر ولذلك لا نستفرغ من الدماغ والكبد ما يحتاج أن نستفرغه منهما دفعة واحدة ولا نبردهما تبريدا شديد البتة وإذا ضمدنا الكبد بأدوية محللة لم نخلها من قابضة طيبة الريح لحفظ القوة وكذلك فيما نسقيه لأجلها وأولى الأعضاء بهذه المراعاة القلب ثم الدماغ ثم الكبد والطريق الثانية مراعاة الفعل المشترك للعضو وان لم يكن رئيسا مثل المعدة والرئة ولذلك لا نسقى في الحميات مع ضعف المعدة ماء باردا شديد البرودة واعلم أن استعمال المرخيات على الرئيسة وما يتلوها صرفة خطر جدا في الجملة والطريق الثالثة مراعاة ذكاء الحس وكلاله فان الأعضاء الذكية الحس العصبية يجب أن يتوقى فيها استعمال الأدوية الرديئة الكيفية واللذاعة والمؤذية كالبتوعات وغيرها عليها والأدوية
(١٨٩)