ويجب أن تعلم أن كل شخص يستحق مزاجا يخصه يندرا ولا يمكن أن يشاركه فيه الآخر * وأما القسم السادس فهو الواسطة بين هذين الحدين أيضا وهو المزاج الذي إذا حصل للشخص كان على أفضل ما ينبغي له ان يكون عليه * وأما القسم السابع فهو المزاج الذي يجب أن يكون لنوع كل عضو من الأعضاء يخالف به غيره فان الاعتدال الذي للعظم هو ان يكون اليابس فيه أكثر وللدماغ ان يكون الرطب فيه أكثر وللقلب ان يكون الحار فيه أكثر وللعصب ان يكون البارد فيه أكثر ولهذا المزاج أيضا عرض يحده طرفا افراط وتفريط هو دون العروض المذكورة في الأمزجة المتقدمة * واما القسم الثامن فهو الذي يخص كل عضو من الاعتدال حتى يكون العضو على أحسن ما يكون له في مزاجه فهو الواسطة بين هذين الحدين وهو المزاج الذي إذا حصل للعضو كان على أفضل ما ينبغي له ان يكون عليه فإذا اعتبرت الأنواع كان أقربها من الاعتدال الحقيقي هو الانسان وإذا اعتبرت الأصناف فقد صح عندنا انه إذا كان في الموضع الموازي لمعدل النهار عمارة ولم يعرض من الأسباب الأرضية أمر مضاد أعني من الجبال والبحار فيجب ان يكون سكانها أقرب الأصناف من الاعتدال الحقيقي وصح ان الظن الذي يقع أن هناك خروجا عن الاعتدال بسبب قرب الشمس ظن فاسد فان مسامتة الشمس هناك أقل نكاية وتغيير الهواء من مقاربتها ههنا وأكثر عرضا مما ههنا وان لم تسامت ثم سائر أحوالهم فاضلة متشابهة ولا يتضاد عليهم الهواء تضادا محسوسا بل يشابه مزاجهم دائما وكنا قد عملنا في تصحيح هذا الرأي رسالة ثم بعد هؤلاء فاعدل الأصناف مكان الإقليم الرابع فإنهم لا محترقون بدوام مسامتة الشمس رؤوسهم حينا بعد حين بعد تباعدها عنهم كسكان أكثر الثاني والثالث ولا فجون نيون بدوام بعد الشمس عن رؤوسهم كسكان أكثر الخامس وما هو أبعد منه عرضا وأما في الاشخاص فه وأعدل شخص من أعدل صنف من اعدل نوع واما في الأعضاء فقد ظهر ان الأعضاء الرئيسة ليست شديدة القرب من الاعتدال الحقيقي بل يجب ان تعلم أن اللحم أقرب الأعضاء من ذلك الاعتدال وقرب منه الجلد فإنه لا يكاد ينفعل عن ماء ممزوج بالتساوي نصفه جمد ونصفه مغلى ويكاد يتعادل فيه تسخين العروق والدم لتبريد العصب وكذلك لا ينفعل عن جسم حسن الخلط من أيبس الأجسام وأسيلها إذا كانا فيه بالسوية وانما يعرف انه لا ينفعل منه لأنه لا يحس وانما كان مثله لما كان لا ينفعل منه لأنه لو كان مخالفا له لا نفعل عنه فان الأشياء المتفقة العنصر المتضادة الطبائع ينفعل بعضها عن بعض وانما لا ينفعل الشئ عن مشاركه في الكيفية إذا كان مشاركه في الكيفية شبيهه فيها واعدل الجلد جلد اليد وأعدل جلد اليد جلد الكف واعدله جلد الراحة واعدله ما كان على الأصابع واعدله ما كان على السبابة واعدله ما كان على الأنملة منها فلذلك هي وأنامل الأصابع الأخرى تكاد تكون هي الحاكمة بالطبع في مقادير الملموسات فان الحاكم يجب ان يكون متساوي الميل إلى الطرفين جميعا حتى يحس بخروج الطرف عن التوسط والعدل ويجب ان تعلم مع ما قد علمت أنا إذا قلنا للدواء انه معتدل فلسنا نعنى بذلك انه معتدل على الحقيقة فذلك غير ممكن ولا أيضا انه معتدل بالاعتدال الانساني في مزاجه والا لكان من جوهر الانسان بعينه ولكنا نعنى انه إذا انفعل عن الحار الغريزي في بدن الانسان فتكيف بكيفية لم تكن تلك الكيفية
(٨)