النسخة وتعبدوا بصورتها المشوهة لم يكونوا يجدون غيرها، بل حينما ظفروا بها اغتنموا بها تجديد الاسم لما اندرس من آثار سلفهم فأكرموا وحدتها بالتعبد بصورتها لكي يتداركوا بإفراطهم في الجمود تفريط أسلافهم في التقلب والتلون في الديانة حتى استأثر العدم بكتب الوحي وعادت نسيا منسيا، ولم يتعرضوا لتلك الأغلاط إلا بالإشارة إلى صحيحها في الحواشي، وتركوا المتن على سقمه، ولكن المترجمين أعرضوا عن مراعاة المتن وطابقوا بتراجمهم تصحيح الحواشي، فطابق أنت بين الأصل العبراني، والتراجم لكي يتضح لك الحال ولا تغتروا تحسب أن الأصل على ما هو موجود في التراجم.
ولنذكر لك ذلك في موارد:
المورد الأول: أن الحواشي ذكرت نقصان الحرف في الأصل العبراني من العهد القديم في أكثر من ستة وأربعين موضعا منها في خصوص التوراة أحد عشر موضعا وأشاروا إلى ذلك في الحاشية بذكر الحرف ولفظ (حسر).
المورد الثاني: ذكروا زيادة الحرف غلطا في مائتين وثلاثة عشر موضعا، أربعة منها في خصوص التوراة، وأشاروا إلى ذلك بذكر الزائد، ولفظ (يتير).
المورد الثالث: أنهم وجدوا بعض الكلمات أو الحروف منقوطا عليها بغير النقط التي هي علامات الحركات والسكنات المسماة في العبرانية (طعميم) وذلك إما علامة المحو والضرب على الكلمة أو الحرف، وإما أن تكون لغوا من غلط الكاتب وذلك في أحد عشر موضعا في العهد القديم، سبعة منها في خصوص التوراة، وقد أشاروا إلى ذلك في الحاشية بذكر المنقوط عليه ولفظ (نقود).
المورد الرابع: أنهم وجدوا في المتن حروفا هي أكبر من أخواتها بلا خصوصية ولا إشارة، فتعبدوا برسمها كبيرة، وذلك في ثلاثة وثلاثين موضعا، خمسة عشر منها في خصوص التوراة، فأشاروا في الحاشية برسم الحرف الكبير ولفظ (رباتي).
المورد الخامس: أنهم وجدوا أيضا بعض الحروف أصغر من أخواتها بلا خصوصية ولا إشارة أيضا فتعبدوا برسمها صغيرة، وذلك في سبعة وعشرين