16، 14) وهذه السماوات المذكورة هي التي جعلوها في الهيئة الجديدة عبارة عن المداراة الموهومة للسيارات في الخلاء، فلا يصح وصفها بالأوصاف المذكورة في العهدين.
وجاء في المزامير أن الشمس مثل الختن (أي العريس) الخارج من حجلته، تبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق من أقصى السماوات خروجها ومدارها إلى أقاصيها (مز 19، 5 و 6) وهذا مخالف للهيئة القديمة فإن المقرر عند أصحابها أن الشمس ومدارها في السماء الرابعة لا في أقصى والسماوات ولا إلى أقاصيها، ومخالف للهيئة الجديدة أيضا لأن الشمس عند أصحابها مركز للسموات لا تدور وليس مدارها إلى أقصى السماوات بل السيارات تدور عليها بخلاف قول العهد القديم الشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق (جا 1، 5).
(فإن قلت) إن المتكلف يزعم أن الهيئة الجديدة مبنية للحقائق الواقعية وزعيمة بالصواب.
ويزعم أن كتب العهدين الرائجين كلام الله السميع العليم، فماذا يصنع أذن في هذه الاختلافات الصريحة؟ (قلت): إنما يتحير في ذلك من يتكلم بميزان، وأما من لا يبالي فلا يعسر عليه أن يقول وعلى كل حال فلا مخالفة، كما لهج في مبحث النسخ بقوله: وعلى كل حال فلا ناسخ ولا منسوخ.