كثيرا ما تنسب إلى الملاك ما تختص نسبته بالله جل شأنه وتسمى الملاك (يهوه) أو (الإله) وهما اسمان مختصان بذات الجلالة، فمن ذلك قولها إن ملاك يهوه وجد (هاجر) وذكرت مكالمته معها ثم قالت: وقال لها ملاك يهوه تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة.
ثم قالت التوراة فدعت (أي هاجر) اسم يهوه الذي تكلم معها أنت ايل رئى (أي إله رؤية) (تك 16، 7 - 14).
فالتوراة الرائجة سمت الذي كلم هاجر أولا ملاك يهوه ثم نسبت له أن يكثر نسلها حتى لا يعد من الكثرة، وهذه النسبة لا تصح إلا لله تبارك اسمه ثم سمت الملاك الذي كلم هاجر (يهوه).
وقالت التوراة أيضا ونادى ملاك الرب هاجر من السماء قومي احملي الغلام لأني سأجعله أمة عظيمة (تك 21، 17 و 18).
وقد كثر خبط التوراة الرائجة بين الله جل اسمه وبين ملاك الذي هو الملك، فقد جاء فيها ما ملخصه أن يهوه وهو الله جل اسمه كما قدمنا ظهر لإبراهيم فرفع عينيه وإذا ثلاثة رجال واقفون فنظر وركض لاستقبالهم وسجد إلى الأرض وقال: يا سيد إن كنت وجدت نعمة في عينك فلا تتجاوز عبدك ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكأوا تحت الشجرة وأخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون فعمل لهم طعاما وأكلوا فقالوا أين سارة وقال:
رجوعا ارجع كوقت الحياة وهو ذا لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعة فضحكت فقال يهوه: لم ضحكت سارة؟ هل يستحيل على يهوه شئ للميعاد أرجع إليك ولسارة ابن ثم قام الرجال وتطلعوا نحو سدوم (تك 18، 1 - 17).
ويا للعجب كيف يكون الله جل شأنه ثلاثة رجال يمشون ويأكلون؟
وكيف يخاطبهم إبراهيم تارة بخطاب الواحد فيقول (يا سيد) (عينك) (عبدك) وتارة بخطاب الجمع فيقول (اغسلوا أرجلكم) (واتكأوا) (فتسندون قلوبكم) وكيف تعبر عنهم التوراة مرة بضمير الجمع فتقول (أكلوا)