ذا الإنسان صار كواحد منا عارفا الخير والشر والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحي إلى الأبد فأخرجه يهوه الإله من جنة عدن وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة (تك 3، 22 - 24).
أفلا ترى أن هذا الكلام يقول مضمونه إن الله جلت عظمته وعظمت قدرته قد خاف من عاقبة آدم وصار يحاذر منه على استقلال مملكته واستبداده في أمره حتى أعمل التدابير والاحتياطات اللازمة.
وتقول أيضا (لما عزم بنو آدم بعد الطوفان أن يبنوا في بابل مدينة وبرجا حصينا لئلا يتبددوا على وجه كل الأرض) نزل يهوه لينظر المدينة والبرج للذين كان بنو آدم يبنونهما، وقال يهوه: هو ذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كلما ينوون أن يعملوه، هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض (تك 11، 5 - 8).
أفلا تقول: ما حاجة علم الله جلا جلاله إلى النزول لأجل الاطلاع وما حاجة قدرته العظيمة إلى الاستعانة والنزول، وما أقبح هذه التعبيرات حتى لو سمح أسلوب التوراة الرائجة بحملها على المجاز ولكنه لا يسمح، أو لا ترى أن مضمون هذا الكلام يقول بسخافته إن الله جل شأنه خاف على مملكته من تمرد الرعية وخروجهم عن نفوذ سلطانه فاستغاث بمن يعينه على النزول معه لأعمال التدابير والاحتياطات في حفظ المملكة عن الانحلال.
وتقول أيضا: وقال يهوه صرخة سدوم وعمورة قد كثرت وخطيئتهم قد عظمت جدا انزل وأرى كصرختها الآتية إلي عملوا كلها وإلا أعلمها، (تك 18، 20 و 21).
وقل ما حاجة علم الله جل اسمه إلى النزول لأجل الاطلاع وتحقيق الحال والكشف على مطابقة الصرخة والشكاية لحقيقة العمل، أم لا لكي يحصل له العلم بحقيقة الحال في هذا النزول للاكتشاف.
وتقول أيضا: ما حاصله أن يهوه جل اسمه وعد موسى بأن يصعد بنو