(خر 7، 9 و 10)، فلم تذكر كلامهما في دعوتهما له بماذا أجابها حتى انجر الكلام إلى المطالبة بالعجيبة وكيف طالبهما بها.
ثم انظر في هذا الأصحاح تجد توراتهم قد أهملت فيما بين العدد 18 والعدد 19 وأسقطت ما هو لازم الوقوع من جواب فرعون لموسى.
وكذا في الأصحاح الثامن فيما بين العدد 4 والعدد 5 والعدد 6 وكذا فيما بين العدد 19 والعدد 20.
وكذا في الإصحاح العاشر في أثناء العدد السادس بين قولها (اليوم) و (ثم) وإنك لتعلم أن المقام بين موسى وفرعون مقتضى بالضرورة والعادة لوقوع المطارحات ومراجعات الكلام بينهما من تفنيد فرعون لموسى وتوهينه لرأيه إذ طلب منه أن يخرج بني إسرائيل عن سلطانه وطاعته، ومن تكذيبه لموسى في دعوى الرسالة بذلك من الله، فقد أرسل فرعون إلى بني إسرائيل يردعهم من الاعتماد على كلام موسى قائلا: ولا يلتفتوا إلى كلام الكذب (خر 5، 9) ومن موعظة موسى لفرعون وتوبيخه له على عتوه على الله وإصراره على الظلم والجور، وتحذيره من عاقبة ظلمة ووبال بطش الله به.
هذا لو كانت دعوة موسى لفرعون كما يظهر من توراتهم هي محض طلبه أن يطلق بني إسرائيل.
وأما إذا كانت كما هو الحق ووظيفة الرسل وآثار رحمة الله ولطفه بعباده هي الدعوة إلى الإيمان بالله وتوحيده وطاعة رسله واتباع هداهم والانقياد إلى شريعتهم والاقلاع عن الظلم والعدوان.
فالحال والعادة يقتضيان أن يغلظ موسى عليه السلام في الإنذار والمواعظة والتوبيخ لفرعون على إصراره على كفره، وغلظ قلبه، وقبيح ظلمه، وأن يغلظ فرعون في تكذيب موسى وتوبيخه، حيث تكررت المراجعة بينهما..
والحال يقتضي أن فرعون بضلاله وطغيانه يرى أن موسى عليه السلام كافر بنعمتهم وبرهم عاق لحق تربيتهم له.
فقول فرعون لموسى إنك مسحورا هو من أيسر ما يقتضي الحال أن يقوله