11، 4 - 8).
ومع ذلك يقول عن كلام الله علام الغيوب في شأن سليمان هو يبني بيتا لاسمي وهو يكون لي ابنا وأنا له أبا انظر (1 أي 22، 9 - 11، و 17، 11 - 14 و 2 صم 7، 12 - 15) فكان آخر الأمر بنقل العهد القديم أن هذا الابن الباني البيت بنى المرتفعات للأوثان، أو كأن القرآن ذكر ما ذكره العهد القديم في شأن داود وحاشاه مع أوريا وامرأته وحملها مما تقشعر منه الجلود، كما هو مشروح في الحادي عشر من صموئيل الثاني، ومع ذلك يذكر عن إلهام الروح القدس في كلامه، لأني حفظت طرق الرب ولم أعص إلهي (2 صم 22، 2، ومز 18، 21).
واقتص الله جل شأنه في هذه السورة 70 - 78 قصة جعل الصواع في رحل بنيامين واستخراجها منه ليستخلص يوسف أخاه بنيامين من إخوته ويبقيه عنده، ولم يكن في ذلك بهتان وإيذاء لبنيامين، بل لا بد أن يكون هذا العمل عن تواطئ مع بنيامين، لأن مقتضى القرآن الكريم أن ذلك وقع بعدما عرف يوسف نفسه لأخيه بنيامين، فلما تم القرار في مسألة الصواع وأعيت الحيل على إخوته حنقوا على بنيامين لتوهمهم أنه سرق وأوجب ريب المصريين منهم، وجعلهم عرضة للوم أبيهم وتنكيده لعيشهم بالجزع عليه فنبض عرق البغضاء له وليوسف، فقالوا في محاورتهم فيما بينهما باللسان العبراني: إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل زعما منهم أن يوسف والحاضرين أناس مصريون لا يفهمون اللسان العبراني إذ تكلموا به على جاري العادة في القوم إذا صاروا في البلاد الأجنبية فإنهم يتكلمون في مقاصدهم ومحاورتهم بلسانهم الخاص، فلم يقولوا ذلك ليشهدوا على سرقة بنيامين، ولا ليوقعوه في التهلكة، ولذا قال الله تعالى:
(فأسرها يوسف) أي الكلمة التي قالوها عليه (في نفسه ولم يبدها لهم) فكأنه لم يفهم ما قالوه بلغتهم، وما قرفوه به من السرقة، وقال: (أنتم شر مكانا) في أفعالكم التي أعرفها، ولا بد من أن يكون قال ذلك في نفسه أو بكلام لا يفهمونه (والله أعلم بما تصفون) به بنيامين وإياي من السرقة.
فقد جاء في أوثق الروايات أن السرقة ليوسف كانت أيضا تدبيرا