إذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم لله بل بما للناس (مت 16، 22 و 23) مع أنه يذكر قبل ذلك أن المسيح قال لبطرس أنت بطرس، وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات (مت 16، 18 و 19)، فهل تجد ارتقاء ورفعة أكثر من هذا إلا أن يكون أقنوما رابعا، وهل تجد فساد قلب أكثر من أن يكون شيطانا لا يهتم بما لله، بل بما للناس.
ودع عنك مشاركته للتلاميذ فيما وصمهم به الإنجيل، وإنكاره للمسيح حتى صار يحلف ويلعن.
وأيضا إن الأناجيل قد وصفت التلاميذ بقلة الأيمان وغلظ القلوب وقساوتها والمشاحنة على الرياسة بعد المسيح والغيظ عليه من أجل ابني زبدى وعدم مواساته بالحزن والصلاة وسهر بعض الليل حتى تفرقوا عنه وهربوا وتركوه وحده بيد الأعداء، كما أشرنا إليه في الجزء الأول صحيفة (60 و 61) ومع ذلك يذكر العهد الجديد أنهم ارتقوا بروح القدس والمعجزات إلى درجات الرسالة التي صانعوا بها الأمم واستحسنوا فيها بمشورتهم أن يبطلوا شريعة موسى لأنه له من يكرز به في كل سبت (1 ع 15).
ودع عنك ما يذكره العهد الجديد من رياء أكابرهم (غل 2، 3 - 15، و 1 ع 16، 1 - 4 و 21، 2 - 27).
ومع هذا وما هو أكثر منه في كتبهم، والمتكلف يقول ص 77 وكأن القرآن مستخف بخطيئة الفسق.
فكأن القرآن الكريم يقول: ما سمعته من كتبهم في شأن هارون وبطرس والتلاميذ.
أو كأن القرآن يقول: إن سليمان وحاشاه مال قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه، فذهب وراء عشتاروت آلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين وعمل الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما فبنى مرتفعة لكموش رجس الموابيين، ولمولك رجس بني عمون (1 مل