الأيدي وتقلبت بشؤونها الأحوال وتشعبت بنحلها الأديان وتوفرت دواعي الحسد لإسماعيل ومجده واستفحل ضلال الوثنية وغواية الأصنام في محو آثار الرسالة ودين رسل الله والتوحيد ومع هذا كله بقي تذكار إبراهيم رسول الله ومجد إسماعيل ومشعر التوحيد وتاريخ بناء البيت تذكارا خالدا في كل زمان وقرن بين ملايين من البشر متسلسل التاريخ المجيد بين الأمم يدا بيد ونسلا بعد نسل لم يخف أنوار تاريخه المجيد المسلسل غبار الجحود من الإسرائيليين ولا قومية القحطانيين ولا أهواء الوثنيين ولا جبروت الأمم ولا سطوة الحبشة بل كان في القرون والأجيال في جزيرة العرب على رغم مرور الدهور واختلاف البواعث والنزعات وتداول الأيدي ودام في خصوصيات مجده نارا على علم محفوفا بمجد النسبة إلى إبراهيم وإسماعيل وشعار الجلال والاحترام وشرف المنسكية والمشعرية والمسجدية العامة.
وتلك آيات بينات من عناية الله بهذا البيت وحفظه لمجد تاريخه وشرفه بأحسن ما يحفظ به التاريخ. ويمثل تلك الآيات (مقام إبراهيم) وهو صخرة كان يقف عليها إبراهيم لبناء البيت (1) وعليها أثر قدميه غائصا في تلك الصخرة الصماء إلى الكعبين وفي ذلك يقول أبو طالب في لاميته المشهورة.
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل فإن غوص قدميه في الصخرة آية وبقاء الصخرة والأثر على مرور الأحقاب على رغم المشركين والملحدين آية.
وكذا بأنه حفظ فيه اسم إبراهيم وقيامه بنفسه الكريمة في بناء البيت