وهكذا إلى أن يستلزم اتساع محدد الجهات لكن محدد الجهات يمتنع اتساعه في الجهة لأنه لا جهة فيما فوقه.
إذن فيمتنع الخرق لأنه يستلزم أمرا ممتنعا مستحيلا وكل ما يستلزم الممتنع المستحيل. هو ممتنع مستحيل. إذن فيمنع صعود البشر بجسمه البشري إلى السماء.
وقد ذكر التشبث بامتناع الحرق والالتئام في شرح الرسالة القطيفية.
عمانوئيل: يا عجبا!! لو تساهلنا مع الهيئة القديمة والمغرورين بها في وضع الأفلاك وتحديد الجهات لقلنا لهم لماذا لا يكون جرم الفلك مما يقبل الانضغاط والتمدد والمرونة فينضغط عند الانخراق ويرجع بالمرونة والتمدد عند الالتئام. وقد دلت التجارب على أن أكثر الأجسام ومنها الماء والهواء وجملة من المعادن تقبل الانضغاط والتمدد.
من ذا الذي أعلمهم أن الفلك ليس كذلك؟! فقالوا يمتنع ويستحيل.
دع ذلك لكن من أين علموا أن الجهات تنتهي بمحدب الفلك الأطلس.
من ذا الذي استعلم الجهات والفضاء الذي يكون ظرفا للكائنات وأخذ المساحة شبرا شبرا فوجد الجهات تنتهي بما يفترضونه ويسمونه الفلك الأطلس ومحدد الجهات. أليس الله الذي خلق العالم قادرا على أن يتصرف بأفلاك الهيئة القديمة ما يشاء؟!!
إن المدققين من أصحاب الهيئة يعترفون بأن أفلاكهم ووضعها المذكور إنما هي افتراضية. لأنه لما رأى أهل الفن لبعض الكواكب سيرا منظوما حركات متناسقة في أدوارها أرادوا أن يفترضوا لها وضعا مناسبا لها ينظمون به مسائل الفن فصاروا يفترضون أوضاعا بمناسبة الحركات حسبما يصل إليه استعدادهم بالافتراض.