بأتقن تاريخ يراغم مرور القرون بظهور مجده وخصوصيات شرفه.
تاريخ تسالم عليه عالم كبير من أهل الدنيا في أجيال عديدة مع قوميات متباينة وأديان مختلفة ووثنية وحشية مستمرة بتلونها في قرون عديدة.
ومما ينبهك إلى معرفة عناية الله بالكعبة وحفظ كرامتها وتاريخها المجيد وأثرها الخالد بآيات مشيئته على رغم عادات الضلال هو أن بني إسرائيل وخصوص سبط يهوذا يعرفون أن جامعتهم السياسية وقوتهم القومية لها ارتباط شديد ببيت المقدس وشعار مجده.
ولكنهم بمجرد انحراف غالبهم إلى الضلال والوثنية تكون ضربتهم على بيت المقدس.
ومن أجل ذلك قد خربوه مرارا منها أن بني (عثليا) الخبيثة (والظاهر أنهم أولاد يهورام ملك يهوذا) هدموا بيت المقدس إلى أن أمر (يواش) ملك يهوذا ببنائه فأقيم على رسمه.
كما تعرف ذلك من العدد السابع إلى الرابع عشر من الفصل الرابع والعشرين من أخبار الأيام الثاني وكذا من العدد الرابع إلى الثالث عشر من الفصل الثاني عشر من سفر الملوك الثاني.
ولما ارتد إلى الوثنية (أحاز) ملك يهوذا وتبعه بعض رعيته أغلقوا أبواب بيت المقدس وملأوا القدس نجاسة حتى إن جماعة كثيرة حينما ملك (حزقيا) المؤمن اشتغلوا ثمانية أيام في إخراج النجاسة من القدس أي قدس الأقداس. وهو أهم موضع في بيت المقدس وأشدها احتراما انظر إلى الفصل الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أخبار الأيام الثاني.
حتى إنه لما ملك يوشيا المؤمن احتاج إلى جمع أموال من بني إسرائيل لشراء حجارة وخشب لأجل ترميم الهيكل وعمارة بيوته التي أخربها ملوك يهوذا. أنظر من العدد الرابع إلى الثامن من الفصل الثاني