فهذا الشيخ الأحسائي يذكر معراجا غير ما يذكره المسلمون ويشير إلى امتناع ما يذكره المسلمون.
عمانوئيل: لا يخفى أن هذا الحلم والخيالات في الدين لا منشأ لها إلا بخارات التخمة والامتلاء من تقليد الفلسفة القديمة في فلكياتها بلا تأمل في أطراف تلك الفلسفة. حلم وخيالات لم تعدمها يقظة الدين ويقظة الاعتبار ويقظة العلم.
لماذا لا يلتفت المقلدون لذلك؟ إن أصحاب تلك الفلسفة يقولون: إن الانسان والحيوان على الأرض وفي أعماق البحار فيه جزء من النار وجزء من الهواء وأن كثيرا من النار ما يصير في بطن الأرض ويتخلل في طبقاتها فكيف غادرت النار كرتها العالية وعبرت الهواء وكرة الماء وصارت تتجول في كرة التراب.
يا أيها المتفلسف إن الإله القادر الذي ركب المخلوق من العناصر وألجأ العنصر في هذه الأمثلة إلى مفارقة كرته وحفظ تركيب المركب في الأرض وفي كرة الهواء لماذا لا يمكن أن يحفظ تركيب المركب بقدرته فيما فوق كرة النار وفوق السماء؟!
ويقول لك المادي الطبيعي هب أنك تغافلت عن قدرة الإله الذي تعترف به أو فعالية العقل الفعال كما تزعمون ولكن لماذا لا تدلك أعمال الطبيعة في الأمثلة المذكورة على أن فعالية الطبيعة وتأثيراتها يمكن لها أن تتجاوز بالمركبات إلى أي محل يكون.
رمزي: من أقوال الفلسفة القديمة إن العالم منضد من أكر أفلاك كطبقات البصل يمس محدب السافل مقعر العالي وهكذا حتى تنتهي الحدود والجهات في ملكوت الله بمحدب ما سموه (فلك الأفلاك) والمدير والأطلس ومحدد الجهات.
ومن أقوالها إنه يمتنع الخرق والالتئام في الأفلاك بحسب طبعها ولأن الخرق يستلزم اتساع المنخرق في الجهة وذلك يستلزم اتساع ما فوقه