وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
تم ذكر الله بناء إبراهيم وإسماعيل للبيت وأن بنيانهما له كان لوجه الله فقال: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) حال كونهما يقولان (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع) لدعائنا (العليم) بنياتنا وإخلاصنا في عملنا وتوحيدنا لك.
هذا وأن التوراة الرائجة على ما فيها تشير إلى مثل هذا التاريخ لمكة المعظمة فقد ذكر في العدد الثلاثين من الفصل العاشر من سفر التكوين في تحديدها لمنازل بني يقطان وقالت: (وكان مسكنهم من (مسا) لمجيئك سفار جبل المشرق) و (مسا) اسم لمكة كما يعترف به الكاتبون من النصارى حتى إنهم في رسومهم للبلاد المذكورة في العهدين يرسمون (مسا) في موضع مكة وهو ما فوق الدرجة الحادية والعشرين من العرض الشمالي وفوق الدرجة الأربعين من الطول الشرقي والتوراة في العدد الثلاثين من الفصل العاشر من التكوين وكذا في العدد الرابع عشر من الفصل الخامس والعشرين تذكر آن أحد أولاد إسماعيل الاثني عشر اسمه (مسا) فيؤخذ من ذلك أن مسا بن إسماعيل هو الذي مصرها وبني فيها دور السكنى فسميت باسمه كما سميت (تيما) (ودومة) باسمي تيما ودومة من أولاد إسماعيل الاثني عشر وكما سميت جملة من بلاد اليمن بأسماء أولاد يقطان (قحطان) كحضرموت. وأوزال. واوفير. وحويلة لكن تراجم التوراة جرت على عاداتها فذكرت (مسا) ابن إسماعيل كما هو مذكور في الأصل العبراني وتقلبت في ذكر (مسا) اسم مكة فبعضها تذكره (ميشا) وبعضها (ماسا) لماذا؟
مع أن الاسمين في الأصل العبراني بنحو واحد ليس فيهما إلا ميم في الأول وحرف مردد بين السين والشين في الوسط وألف في الآخر نعم يوجد فرق في علامات الفتح والكسر للميم ولكن علامات الحركات حادثة لم توضع إلا فيما بين القرن الثاني والثالث قبل المسيح وضعها