وفي سنن الترمذي: 3 / 340: (يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، قال: ثم تكلم بشئ لم أفهمه، فسألت الذي يليني فقال قال: كلهم من قريش).
وفي تاريخ البخاري: 1 / 446 رقم 1426: (عن جابر بن سمرة أيضا أنه سمع النبي قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة).
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر / 20: (قال: خرج أبو القاسم البغوي بسند حسن، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة). انتهى.
إذن، فقد طرح النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع أمر الحكم من بعده، وأخبر عن ربه عز وجل بأن حكم الأمة الشرعي يكون لاثني عشر! ولكن ذلك لا يحل مشكلة الباحث بل يفتح باب الأسئلة على قريش ورواتها: السؤال الأول: لماذا نرى أن روايات هذه القضية الضخمة تكاد تكون محصورة عندهم براو واحد، هو جابر السوائي، الذي كان صغيرا في حجة الوداع صبيا ابن عشر سنوات! ألم يسمعها غيره؟ ألم يروها غيره من كل الصحابة الذين كانوا حاضرين؟!
أم رواها غيره.. ولكن رواية جابر فازت بالجائزة، لأنها أحسن رواية ملائمة للخلافة القرشية، فاعتمدتها وسمحت بتدوينها!
السؤال الثاني: كان المسلمون يسألون النبي صلى الله عليه وآله عن صغير الأمور وكبيرها، حتى في أثناء خطبه، وهذه الروايات تقول إنه أخبرهم بأمر كبير خطير، عقائدي، عملي، مصيري، مستقبلي.. وتدعي أنه أجمله إجمالا، وأبهمه إبهاما.. ثم لا تذكر أن أحدا من المسلمين سأله عن هؤلاء الأئمة الربانيين، وما هو واجب الأمة تجاههم؟!