بأن المنطق النبوي يبقي لها مساحة للعمل.. فالباب مفتوح أمامها للتصرف!! أما في المنطق النبوي فقد حسم الأمر.. ومن شاء فليكفر، وليهلك من هلك عن بينة، وليحي من حي عن بينة.
وهذا نفسه منطق فاطمة عليها السلام.. فعندما أدانت هي وعلي بيعة السقيفة، وقررا أن يستنهضا الأنصار ويطالباهم بالوفاء ببيعة العقبة، التي شرط عليهم النبي صلى الله عليه وآله فيها أن يحموه وأهل بيته وذريته، مما يحمون منه أنفسهم وذراريهم، فبايعوه على ذلك! كان قول أكثرهم: يا بنت رسول الله، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر، ما عدلنا بعلي أحدا! فقالت الزهراء عليها السلام:
وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذرا..!! (الخصال 1 / 173) إن منطق الاسلام والتسليم والرضا بالله تعالى وما أنزله على رسوله صلى الله عليه وآله.. منطق مطهر من تثاقل المتثاقلين إلى الأرض وتفكيرهم. ذلك أن الزهراء كأبيها ذات شخصية واحدة.. وعالم واحد موحد موحد.. منسجم دائما. وليس لها كغيرها شخصيتان: واحدة رسالية والأخرى شخصية، تغلب هذه مرة وهذه مرة!! وهي لذلك ترى أن أباها قد أقام الحجة لربه كاملة غير منقوصة، في كل قضايا الاسلام، ومن أعظمها حق زوجها علي، وولديها الحسن والحسين عليهم السلام والأئمة من ذرية الحسين، الذين أعطاهم الله حق الولاية على الأمة بعد نبيها!
وبهذا المنطق قالت الزهراء عليها السلام للأنصار: إن جوابكم لي جواب سياسي.. ومنطق الحجة الإلهية أعلى من منطق اللعب السياسية، ومهيمن