(يقول في حجة الوداع...). وفي ص 99 منه: (وقال المقدمي في حديثه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب بمنى). انتهى.
وستعرف أنه صلى الله عليه وآله كرر هذا الموضوع المهم في عرفات، وفي منى عند الجمرة يوم العيد، وفي اليوم الثاني.. ثم في اليوم الثالث في مسجد الخيف. ثم أعلنه صريحا قاطعا إلزاميا.. في غدير خم!
فما هي قصة الأئمة الاثني عشر؟ ولماذا طرحها النبي صلى الله عليه وآله على أكبر تجمع للمسلمين، وهو يودع أمته؟!
يجيبك البخاري: إن الأئمة بعد النبي هم أبو بكر وعمر، وهؤلاء الإثنا عشر ليسوا أئمة تجب طاعتهم دون سواهم، بل هم أمراء صالحون سوف يكونون في أمته في زمن ما، وقد أخبر صلى الله عليه وآله أمته بما أخبره الله تعالى من أمرهم، وأنهم جميعا من قريش، لا من بني هاشم وحدهم، بل من البضع وعشرين قبيلة التي تتكون منها قريش، وليس فيهم أحد من الأنصار، ولا من قبائل العرب الأخرى، ولا من غير العرب.. وهذا كل ما في الأمر.
وتسأل البخاري: لماذا أخبر النبي صلى الله عليه وآله أمته في حجة الوداع في عرفات بهؤلاء الاثني عشر؟ وما هو الأمر العملي الذي يترتب على ذلك؟!
يجيبك: بأن الموضوع مجرد خبر فقط، فقد أحب النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر أمته بذلك، لكي تأنس به! فكأن الموضوع عند البخاري مجرد خبر صحفي ليس فيه أي عنصر عملي!!
والنتيجة: أن البخاري لم يرو في صحيحه في الأئمة الاثني عشر إلا هذه الرواية اليتيمة المجملة المبهمة، التي لا يمكنك أن تفهمها أنت ولا قومك!